في سكون الليل، حيث لا تسمع ولا تری ولا تتكلم ولا تتنفس، استيقظت إيليت لِتجد نفسها مُقيّدة في كرسي خشبي يحيطها ظلامٌ حالك.
آخر ما تتذكره هو المثلجات التي كانت تحضرها في المحل المخصص لبيعها، لكن الرجل ذا الجورب الأسود علی رأسه غطى وجهها بقطعة قماش نرجو أن لا تكون جوربًا كذلك، حتّى أُغمى عليها.
صرخت إيليت بفزع: «أين أنا! هل مِن أحد؟» فأتاها الرد مسرعًا على صوت قهقهةٍ يتخللها سُعال حاد، تبعتها إنارة المكان الذي كانَ قبو عادي بِه أدوات الغسيل، ربما لغسيل الجوارب.
تكلم ذو الجورب مفصحًا عن هويته: «أنتِ تحتَ رحمة القاتل المتسلل جوجيندر جاجيندر.» أليس اسمًا مبتكرًا هذه المرة؟
نظرت إيليت إليه بنظرات بلهاء قائلةً: «جوج ماذا؟ أو أيًا يكن، هيا فكَّ قيدي.»
ضحك جوجيندر جاجيندر بهستيرية لدرجة أنَّ الجورب الذي يضعه كقناع قد ثُقب، وظهرت من خلاله رائحة فمه الجميلة من بقايا سمك التونة.
صمت برهةً ثمَّ أردف: «لا بالطبع، سأقوم بقتلكِ كباقي الضحايا.»«ولكن لمَ؟ مالذي فعلته؟ لا شيء، حرفيًا لا شيء»
ردت إيليت بانفعال بعدَ أنّ اقشعر بدنها لفكرة موتها بينما لم تجرب سكة الموت في مدينة الملاهي بعد، هي فقط رغبت بالعمل لأجل الحصول على المال وشراء صناديق مِن الحليب بالشوكولاتة ثم زيارة مدينة الملاهي؛ فالعمل في فريق النقد لا يغطي سعر مئة وخمسين صندوق.»
ردَّ القاتل بانزعاج أبداه عمدًا: «لأني أكره بائعات المُثلجات! كانت توجد فتاة تعمل في أحد متاجر المُثلجات أُعجبت بِها كثيرًا، لكنني كنتُ خجلًا مِن الذهاب إليها وطلب الخروج معها، تشجعت في أحد الأيام وسألتُها إنّ كانت ترغب بالخروج معي، إلا أنّها ضحكت باستهزاء منّي ورفضت! قائلة أني أبدو أحمقًا، و...»
أنت تقرأ
حيث الكتب في الثلاجة
Randomهنا في الواتباد، لم نعد نجد للمنطق مكانًا! تابع الأفكار الجيدة معنا فقد صارت نادرة، واضحك في فصول هذا الكتاب على كل رداءة في السوق السوداء يتعاطاها من وضعَ كتبه داخل الثلاجة! الضحك يطيل العمر، ويرفع كفاءة الجهاز المناعي، ونحن هنا أطباء النقد، سنعاي...