صرخت تلك المراهقة بنبرةٍ غليظة: «اغربي عن وجهي أيتها المزعجة!»، ثم هبطت السلالم بعد أن خرجت من مكتب تلك الناقدة البائسة، لم يرضَ أي زبون عن النقد الذي كانت تقدمه وبعضهم لم يكن يهتم له أصلًا، بنبرة باكية قالت الناقدة: «لكن لماذا! عدن قالت أن نقدي جيد.» أردفت بيأس: «أعتقد أنني سأستقيل فحسب؛ صرت منبوذة من قبل جميع الواتباديين.»
حسنًا، ماذا لو صار لدى فريق النقد شركة على أرض الواقع وانكشفت هويات أعضائه، ما سيحدث بالفعل وجدتم إجابته في الأعلى!
لكن ألا ترون أنها نظرة سوداوية جدًا؟ نعم أعتقد هذا، لأننا نرى الكثير من الكتاب اللطفاء والمقدرين لجهودنا، وأنا أمنع نفسي عن تناولهم كل يوم، وإشباع معدتي الجائعة بهم!
حسنًا فلندخل في صلب الموضوع، كارهي النقد البناء، والذين ترتفع نسبة نرجسيتهم حين يتعلق الأمر بقصصهم؛ فلنسميهم بالكتّاب النرجسيين، هؤلاء من سأتحدث عنهم اليوم، وببساطة إجابتهم على أي نقد يقدم لتحسين قصصهم: «لا دخل لك.»، أو: «لا تقرأ قصتي إن لم تحبها.»
هناك صنفان من الكتّاب النرجسيين، الصنف الأول هو الذي يواجه تعليقات القراء، فمن المفترض لأي شخص ينشر محتوى على الإنترنت أن يكون مستعدًا لمختلف أنواع الانتقاد والنقد، لكن سبحان الخالق! هذا الكاتب يظن أنه كتب شيئًا عظيمًا لا خطأ فيه، أو ربما هو لا يبالي؛ فحتى لو تواجد الخطأ هو يفضل أن يبقى بمستواه ولا يهتم بالتطور...
في هذه الحالة يكون السيناريو كالآتي:
يكتب قارئٌ بريء رأيه بشكلٍ لطيف أو حتى بشكلٍ جدي، فيقرأ الكاتب هذا التعليق وتبدأ سلسلة الشتائم والكره من قبله وربما يدعو محبي قصصه الذين يتبعونه بشكلٍ أعمى، هنا سيتعرض القارئ للتنمر والإساءة دون سبب، فالتعبير عن الرأي يعد حقًا للجميع -لم نتكلم هنا عن من يكتب رأيه بشكلٍ مسيء أو يتنمر على الكاتب فهذا حالة شاذة-
لا أفهم لمَ يقولون لو لم تحب قصتي لا تقرأها، هل تعلم ماذا يا عزيزي؟ قصتك تلك ويا للمفاجأة! قد ظهرت في وجهي؛ لأنك حين تضغط على زر النشر تظهر في وجوه الجميع، وحين يقرأها الجميع من حقه أن يبدي رأيه ويخبرك عن أخطائك، أعلم بأنك الآن في حالة صدمة من هذه الحقيقة، لذا إذا لم يعجبك الأمر أبقِ قصصك لنفسك!
الصنف الآخر والذي يستفزني أكثر! من يطلب نقدًا فيعترض على النقد بهجومٍ حاقد وكلماتٍ جارحة، أعني بحق الله لقد طلبت نقدًا لقصتك ماذا كنت تتوقع أن يصلك؟ كعكة بالشوكولاه؟ وباقة من الورد الجميل، ودب محشو باللون الأحمر، ومن ثم نذهب لموعد!
النقد بشكلٍ عام يوضح الإيجابيات ويثني عليها، بالإضافة للسلبيات ويوضح حلولها، وخاصةً فريقنا إذ أننا نحرص دومًا على أن نزين نقدنا بإسلوب نقدٍ حسن، فبدلًا من أن يستوعبوا المشاكل ويطوروا من قصصهم وأساليبهم، يسرفون وقتهم على الإساءة للناقد والتقليل منه!
ربما سيقول البعض مستنكرًا: على أية حال لا يعد النقد إلا صفة بشرية يشعر من خلالها المرء أن الطرف المقابل لديه أخطاء وهو أفضل منه، حيث استخرج هذه الأخطاء ونبهه عليها...
لكن نقول لهم إن النقد تطوير، وترميم، وحين نتكلم عن الجانب الأدبي، فإنه يعين على تحسين النص وإزالة الأخطاء منه ليغدو بأفضل صورةٍ ممكنة، ومن الخاطئ أن يستغل الناقد منصبه ليسخر من غيره ويظهر عضلاته على الآخرين، بل إن الربيع العربي لم ينشئ هذا الفريق إلا ليطور من مستوى الكُتّاب العرب على الواتباد، ويمكنهم من الخروج إلى عالم الكتابة الورقية وهم أصحاب كتابات مبهرة وفريدة، الناقد يا أصدقائي يقفز بسعادة حين يشعر بلذة الكعكة، ثم يطبطب على ظهر الخباز وهو يخبره كيف يزيّنها بشكلٍ أجمل.
الخلاصة إياكم أن تخفوا آراءكم خوفًا من رد فعل الطرف المقابل، واحرصوا على تقبل النقد الموجه لكم، جميعنا نخطئ لكن القليل منا من يتعلم من خطأه، وأيضًا نحن نريد مصلحتكم أيّها الكتاب بنقدنا؛ فنشعر بالفخر حين نرى قصصًا ورواياتٍ عربية ملهمة ومتقنة؛ إذ أن هدفنا الأسمى زيادة هذه النوعية من القصص والروايات في الواتباد.
لذلك فلترحموا ناقدنا المطحون، وإلا سيخرج لكم بالسكين مع شعره المبعثر! إنني أمزح!
أخيرًا أرسل محبةً خاصة لمن يدعمنا ويتقبل نقدنا، أنتم الأفضل! أتمنى لكم يومًا سعيدًا، ولا تنسوا فريقنا دومًا بالجوار♡
كُتب الفصل بواسطة العضو زُهرة.💙
أنت تقرأ
حيث الكتب في الثلاجة
Randomهنا في الواتباد، لم نعد نجد للمنطق مكانًا! تابع الأفكار الجيدة معنا فقد صارت نادرة، واضحك في فصول هذا الكتاب على كل رداءة في السوق السوداء يتعاطاها من وضعَ كتبه داخل الثلاجة! الضحك يطيل العمر، ويرفع كفاءة الجهاز المناعي، ونحن هنا أطباء النقد، سنعاي...