تتوسَط الفِراشَ بجلستِها في كلِ هُدوء، شفتيها السفلية في عناق أسنانها تعنفها بتوترٍ، يديها تقبض على فستان زفافها الذي لم تكلف نفسها عناء تبديله... وهذا غير عينيها البُندقية التي تتجول ببطئٍ في جميع أرجاء الغرفة التي من اليوم وصاعدًا، أصبحت ملكًا لها هي وزوجها.
لقد انتهى زفافها من ذاك الغريب الذي لا تعرف عنه شيئًا سوى اسمه قبل عدة ساعاتٍ قليلةٍ، عائلتُها المُتمثلة في والدتها ووالدها، قد غادرت أيضًا مع المدعويين؛ لذا هي تعتبر وحيدة في مكانٍ لم تعتاد عليه ولم تزوه مسبقًا.هي ليست خائفة من كونها وحيدة في قصر زوجها المرموق، هي فقط قلقة من التعامل مع أناسٍ جدد لم تعتاد عليهم بعد، ولم تعرف طِباعهم أو حتى ماهية تصرفاتهم.
ورغم أنها ذات شخصيةٍ اجتماعية يقع في حبها الجميع، إلا أن هذا ليس سببًا كافيًا بالنسبة لها كي تهدأ، وفقط الحل الوحيد؛ هو أن ترى شخصية ذلك المدعو بزوجها، ويُستحسن أن يكون لطيفًا كما توقعت!السكون الذي كان يخيم الغرفة قد اختفى تمامًا فورما استمعت ليليا إلى صوت طرقاتٍ منتظمةٍ على الباب، والتي تلاها دلوف ذلك الشخص الذي أصبح اسمها مرتبطًا باسمه، والذي تجزم أن طبيعته تنافي تمامًا ما يتظاهر به.
لقد كان ريان ذو وجهٍ جامدٍ وصارمٍ في بعض الأحيان، جدِّي لأبعد الحدود عندما يتعلق الأمر بعملِه أو أموره الشخصية التي لا يسمح لأحد أن يتدخل بها، لكن إن جئنا لتعامله مع أقاربه، فهو يتحول كليًا لملاكًا على هيئة بشر! وهذا ما لاحظته ليليا في الزفاف.
إذ أنه كان طوال الوقت مبتسمًا، يتحدث مع هذا ويمازح ذاك... رغم أنه مجبرًا على هذا الزواج من قِبل والدته كما ليليا، إلا أنه يتعامل مع الأمور ببساطةٍ ورويةٍ، ويرى كل شيءٍ حوله من الجانب الإيجابي أولًا.لاحظ ريان توتر ليليا الملحوظ عندما ثبَّت نظرهُ عليها ووجدها تشيح ببصرها عنه سريعًا، فما كان عليه سوى أن يتجه نحو الفراش بخطى متزنة، ويجلس على حافته من دون أن يُزيح بصره من عليها.
"انظر، أنا لست خائفة منك... أبدًا، الموضوع وما فيه هو أنني على وشك الدخول إلى حياةٍ جديدة بتصرفاتٍ جديدة" نطقت ليليا سريعًا بتوتر عندما كاد ريان أن يفتح حديثًا معها، وهذا جعله يغلق فمه ويسمع ما الذي تحمله في جعبتها.
تحمحمت ليليا براحةٍ نسبيةٍ عندما وجدت ريان ساكنًا للغاية وينصت لها باهتمام، لتردف بنبرة حاولت جعلها عادية، إلا أن الحماس قد غلفها رغمًا عنها:"أنا متحمسة وبشدة أن أكون زوجة مخلصة لزوجي، وأريد حقًا أن أقوم بهذا الدور على أكمل وجه ممكن؛ لذا أنا أعدك أنني سأبذل قصارى جهدي لسعادتك، وفقط سيكون محور حياتي كله عنك".
هذه هي ليليا، دائمًا ما تكون متحمسة لتجربة الأشياء الجديدة، مهما كانت درجة خطورتها أو مغامرتها! فالحياة بالنسبة لها هي اليوم فقط، وليست الماضي أو المستقبل.
نوعًا ما هي متهورة في تصرفاتها ولا تفكر قبل القيام بالشيء، ولكن رغم هذا، هي من الممكن أن تتأقلم على أي شيءٍ بسهولةٍ بالغةٍ، ويمكنها أن تستقر في أشد الحالات اضطرابًا.
أنت تقرأ
زوجي | SRK
Romanceلقد تزوجت رغمًا عني! - شاروخان، ديبيكا بادكون - مغزى سامي - نشرت في يوم ٢٤ من سبتمبر لعام ٢٠٢٠