٠٣

487 25 49
                                    

"أين صدركِ؟ هل وبالصدفة ابتلعتيه!" نطق ريان بصدمة وهو يعاين صدر ليليا الغير ظاهر بالمرة؛ بسبب المشد الذي تلفه بإحكامٍ حول صدرها، وكنزة ريان الواسعة التي لا تظهر مفاتن جسدها بالأساس.

وسعت ليليا عينيها بصدمةٍ جليةٍ على وجهها مما قاله ريان، وقد وضعت يديها حول جزئها العلوي على شكل حرف X لا إراديًا منها؛ مما دفع ريان للإقتراب منها ريثما يتحدث متذكرًا:"لقد رأيته أمس وكان واضحًا، أين ذهب، ليليا!".

"اترك انحرافك هذا جانبًا الآن، واخبرني ما الذي فعلته للمطبخ بحق رب السموات والأرض!" صاحت ليليا بتهكمٍ وهي تناظر ريان بعتاب، والذي نظر للأرض بخيبة، وشابك يديه أمامه كالأطفال المذنبين.

وجهت ليليا عينيها للمطبخ تتفصحه من جديد، لتشاهد مجددًا أواني الطهي المحروقة، الخضراوات المُقطعة بطريقةٍ خاطئةٍ وبشدة، الأطباق المُنكسرة والمرمية بإهمال فوق الرخام، علاوةً على البيض الفاسد الذي أتخذ من الأرض مكانًا له!

قوس ريان شفتيه بندمٍ، وقد سقطت خصيلات شعره الحريرية على جبينه؛ بسبب إنزاله لرأسه إلى الأسفل، ثم تحدث بحزنٍ طفيف خيم على تقاسيمه الآخاذة:"كنت أريد أن أسعدكِ، لكن...".

صمت ريان عندما لم يستطيع أن يُكمل كلامه الحزين، لتقترب منه ليليا وترفع بصره لها، بينما تحاوط وجنتيه الناعمة بكلا يديها، متحدثةً بحب:"حبيبي، سلمت يداك على أي شيء فعلته أو كنت تنوي فعله لي، لم أقصد إحزانك".

"حقًا" ابتهج ريان بحماس وهو يناظر ليليا بعينين برَّاقتين، لتقهقه ليليا عليه وتقربه نحوها، طابعة قبلةً رقيقةً على جبينه، جاعلة منه يضع يديه على خصرها ويقربها منه بدفئ، محاوطًا أياها بكلا ذراعيه.

بقى ريان معانقًا ليليا بهذا الشكل اللطيف لمدة تتراوح بين الخمس دقائق وأكثر، وقد كان يُحركها يمينًا ويسارًا ببطئٍ وتناغمٍ لطيف؛ مما فرض على شفتي ليليا أن ينفرجا على هيئة ابتسامة رقيقة.

"هل أنت جائع؟" تساءلت ليليا باستفهام وهي تمسد ظهر ريان العاري، والذي أومأ لها برأسه المدفون في عنقها بالإيجاب؛ لذا أبعدته عنها بلطف، وجعلته يجلس على المقعد المتواجد بجانب طاولة المطبخ.

بدأت ليليا بتنظيف المطبخ تحت أنظار ريان النادم، والذي سرعان ما نهض وأخذ  يساعدها في رمي الأطباق المُنكسرة، مسح الأرضية الغير نظيفة، وغسل الأواني المتسخة، وهكذا أشياء أخرى، حتى أنتهيا سويًا وهما يتنهدان بتعبٍ قليل؛ أثر الجهد الذي بذلاه.

"ما الذي تريد أن تأكله؟ تستطيع أن تطلب وصفات من المطبخ الأيطالي، الهندي، الأسباني والصيني" تحدثت ليليا بإبتسامة تكاد تكون ملحوظة، وقد أمسكت بالمئزر وأرتدته دون ربطه من الخلف؛ لذا نهض ريان وقام هو بذلك، ريثما يجيب عليها بشهية:"أريد برياني، أرجوكِ".

زوجي | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن