١٣

209 19 71
                                    

صوت كؤوس الشاي المصتدمة بالأطباق، هو كُل ما كان يُسمع في أرجاء الحديقة الفارغة من كل شيء عداهن هن الثلاثة؛ السيدة سونيا، تجاورها من اليمين ليليا، ومن اليسار چيا.

قرص الشمس الذهبيّ قد خفت نوره بالفعل، والقمر أصبح في طريقه المُعتاد للاستيلاء على زُرقة السماء الحالكة.
الهواء البارد ذو صقيع الشتاء المُقبل، أصبح يداعب كل خليةٍ عاريةٍ في أجسادهن، يجلسن حول طاولة دائرية الشكل، وكلًا منهن شاردةٌ في ما يتعلق بها.

ليليا كانت تنتظر عودة ريان بفارغ الصبر، هو مُنذ أن ذهب صباحًا لم يعد حتى الآن، بداخلها شعور يُؤكد لها أنها اشتاقت لقُربه منها.
لقد كان طوال الشهر الماضي معها ولا يُفارقها للحظةٍ، بينما الآن هو بات ملتزمًا بمواعيد عمل، العديد من الصفقات يجب عليه إنجازُها، وهذا غير الإجتماعات التي يحضرها؛ لذا هو ينسى مهاتفتها بين الحين والآخر!

وعلى ذكر ريان، ها هو وقف خلف زوجته التي لم تُدرك وصوله بعد، بينما كان يحمل كريش بين يديه، والذي أشار له بيديه، بمعنى أن يقوم بما أخبره أياه قبل حضورهم إلى هنا.

انحنى كريش بجزعه العلوي ناحية أذن ليليا، والتي لم تلحظ بعد ما الذي يحدُث؛ نظرًا لأن چيا والسيدة سونيا قد ابتلعتا لسانهما عندما حذرهما فيفيك من التحدث، وإلا سيحدث لهما شيئًا مريعًا كما حرك شفتيه وقال لهما هذا.

"ليليا، لليليا" صوتٌ طفولي لطيف قد تسلل إلى مسامعها، وهذا تزامنًا مع ظهور زهور الزنبق ذات الألوان الخلّابة أمام عيناها، وابتسام ريان على ملامح الاستغراب التي سرقت مكانًا على وجه زوجته.

نهضت ليليا من موضعها سريعًا، لتُبصر ريان وبين يديه طفلٌ صغيرٌ حذّرت بأنه كريش، بينما يحمل باقة من زهور الزنبق ويوجهها نحوها، قائلًا ببسمة طفولية:"هذه هدية لقاؤنا الأول، أتمنى أن تُعجبكِ".

"هذا لطفٌ كبيرٌ منك، كريش... سعيدة برؤيتك للغاية، أيها الصغير" ابتسمت ليليا بإمتنان وهي تقبل وجنة كريش المصطبغة بالوردي أثر خجله، لتقهقه چيا والسيدة سونيا عليه، بينما فيفيك قد تقدم من مكان وقوفهم؛ جاعلًا من ليليا تحول بصرها له تلقائيًا منها.

اتسعت عيني الاثنان بتفاجؤ، والابتسامة الغير مُصدقة قد ارتسمت على شفتيهما، وهذا كان تحت نظرات ريان وچيا والسيدة سونيا المستغربة، هل هما يعرفان بعضيهما؟

"ليليا تشادورفيدي! يا قدير..! لقد مرّ وقتٌ طويل حقًا" تمتم فيفيك بسعادةٍ وهو يمد يديه ليصافح ليليا، والتي بدورها قهقهت وتحدثت بدهشةٍ مازالت تسكن معالم وجهها:"لا أصدِق أنني رأيتُك من جديد، سيد فيفيك! إن هذه صدفةٌ رائعة".

"حسنًا، اشعر بالغباء الشديد؛ لذا أحد منكما يفسر سبب هذه السعادة والمعرفة!" تهكم ريان بغيرةٍ واضحةٍ في نبرته، ليُراقص فيفيك حاجبيه بخبث ريثما يفسر بمكر:"أنا اعرف ليليا مُنذ أكثر من خمس سنوات... هي كانت المُهندسة المعمارية المُختارة خصيصًا لتُصمم شركتي، والتي تم بناؤها والاشراف عليها من قِبل ليليا أثناء دراستها في الجامعة".

زوجي | SRKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن