لون السماء النيلي الباهت هو كل ما تراه عيناها في الأُفق، قرص الشمس الذي سطع نوره بطريقةٍ خافتةٍ، أضاف للسماء لونًا برتقاليًا تمازج ببراعةٍ وتناسقٍ مع أزرقاقها!
الهواء البارد أصبح يجعل من خصيلات شعرها الكستنائية تطير للخلف برويةٍ، الطقس في هذه السويعات يميل إلى أيام الشتاء ذات البرد القارص، وفقط تبقى بضعة أيام قليلة ويحل بالفعل.تقدمت ليليا بخطواتها المنتظمة ناحية المعبد الذي يقع أمام بصرها، ذيل الساري الهندي الأبيض ذو النقوش المورَّدة الذي ترتديه، يزحف خلفها ببطئٍ، جاعلًا من شكلها يبدو كأحد أميرات ديزني التي تسحب ذيل فستانها الفخم خلفها... وما ليليا سوى أميرة في عين زوجها؛ ريان!
صعدت أولى درجات السلم الذي سيوصلها إلى المعبد بابتسامة خفيفة، خلفها ريان الذي كان يشاهد سعادتها المفرطة في صمت، وفقط يراقب ردات فعلها على ما فعله لأجلها، وخططه ليقضياه في آخر يومٍ لهما في غوا.
ذلك التحدي الذي فاز به ريان، والذي كان من المفترض أن يكون عقابه هو امتثال الطرف الخاسر للفائز، استغله ريان في إسعاد ليليا بطريقةٍ غير مباشرة، حيث أنه قد قام بالتخطيط لعدة أشياء يجب على ليليا رؤيتها والاستمتاع بها، دون الاعتراض والتذمر... على أساس أنها كانت ستفعل؟
رفعت ليليا يديها لتضرب الجرس قبل دخولها الفعلي إلى المعبد، وقد وقفت أمام تمثال الإله -شيفا-، بينما تشابك كلتا يديها وتُصلي له بتلك الترانيم التي تعلمتها منذ صغِرها.
وهذا كله كان تحت أنظار ريان الذي وقف بجانبها يشاهد منظرها الهادئ الذي يجعله واقعًا لها بشدة، ويُثبت له أن ليليا حقًا تبدو كآلهة الجمال بملامحها الآسرة هذه!رموش عينيها الطويلة التي تنسدل براحة مغلقة مصدر البصر الخاص بها، غُرتها الطويلة التي تمردت على باقي شعرها وأصبحت تداعب بشرة رقبتها ووجنتيها بلطافةٍ، وبالنهاية، جسدها المتناسق الذي يظهر تقاسيمه الممشوقة بوضوحٍ بفعل الساري... جميعها تفاصيل أدركها ريان وهو واقف بجانب ليليا التي مازالت تدعو للإله بإنسجام.
"ماذا دعيتِ؟" تساءل ريان بفضول فورما انتهت ليليا من الصلاة، وكشفت عن بندقيتها الداكنة التي سرعان ما تحولت لتثبَّت على وجه ريان، والذي كان ينتظر اجابتها بتلهفٍ لسماع سيمفونية صوتها العذب يخرج من بين شفتيها.
ابتسمت ليليا لريان بخفوت قبل أن تُزيح غطاء رأسها عن شعرها المنسدل بحرية، وتعود أدراجها لخارج المعبد الفارغ من الناس تقريبيًا، بينما تجيب عليه بخجلٍ واضح في طيات نبرتها:"لقد طلبت من القدير أن يُديمك لي إلى الأبد، ويظل يرسم البهجة على ملامح وجهك، ويبعد عنك أي شر قد يواجهك يومًا، ريان".
لا يُنكر ريان أن دعوتها هذه أصابته بسعادةٍ لا تُقدر بثمن، هي بهذه الطريقة تريده جوارها ولا تود رحيله عنها... نوعًا ما هذا يبدو لريان كأول خطوة للوقوع في الحب، والذي يعتقد أنه وقع به منذ أن رآها أول مرةٍ!
أنت تقرأ
زوجي | SRK
Romanceلقد تزوجت رغمًا عني! - شاروخان، ديبيكا بادكون - مغزى سامي - نشرت في يوم ٢٤ من سبتمبر لعام ٢٠٢٠