نسمات هواء نيودلهي الباردة أصبحت تضرب ضد بشرة كليهما، يسيران في ساحة المطار الواسعة بخطواتهما الواثقة وبشدة ناحية الطائرة الخاصة التي تعود لريان، والتي ستقودهما إلى حيث مكان شهر عسلهما؛ غوا.
العديد من الحرَّاس الشخصيين يتحركون حولهما من كل مكان؛ كي يمنعوا وصول رجال الصحافة وكاميرات التصوير التي تتبعهما منذ وقت خروجهما من المنزل، وحتى الآن!وأخيرًا، صعد الاثنان إلى الطائرة بسلام، وقد تم اغلاق بابها؛ لمنع أي شخص متطفل من الوصول لهما بأي طريقة مُمكنة؛ نظرًا لأن العديد من الصحفيين والمصورين قد يخاطروا بحياتهم في سبيل خوض لقاء واحد مع رجل الأعمال العالمي؛ ريان خان.
ربما ليليا ليست بهذه الشهرة الواسعة التي تجعل أضواء الكاميرات تتبعها، ولكونها كانت مختفية عن الأنظار وفقط تمارس عملها بإخلاص دون الاهتمام والسعي وراء الشهرة، ذلك جعلها على النقيض تمامًا من زوجها!
ريان ليس فقط شهرته محدودة في الهند وحسب، بل في العديد من الدول الغربية كبريطانيا، أسبانيا، فرنسا، روسيا وكندا؛ لذا هذا يجعله أشهر رجل أعمال عرفته البشرية حتى الآن.تنهدت ليليا بصوتٍ مسموع وهي تعود برأسها إلى الخلف؛ مما دفع ريان إلى النظر لها، بينما يتحدث بتعبٍ ظاهر على نبرته:"أسوء شيء في نجاحي هو ما مررتِ به اليوم، أنا على هذا المنوال في كل مرة أحاول السفر فيها إلى مكانٍ آخر غير الهند... الموضوع رغم أنه يُسعد، إلا أنه مُتعبًا بحق".
"لم أكن على مرمى بصر أي شخص من قبل، لكن زواجي منك سيجعلني معروفة على مستوى العالم يا رجل" نبست ليليا ممازحة وهي تلقي كلامها على ريان، والذي قهقه رغمًا عنه ونظر لها بهدوء.
ابتسم بخفةٍ بعد انتهائه من قهقهته، وكذلك ليليا التي لتوها وضعت رأسها على صدره بعدما فتح لها ذراعيه مُرحبًا بها بينهما، لقد قضيا دقائق متعبة أثناء فرارهما من الحشد الذي بالخارج؛ لذا على الأقل يستحقا قيلولة صغيرة!
الوصول إلى غوا من مدينة نيودلهي يستغرق حوالي ساعتين وخمس وعشرون دقيقة بالطائرة، يعني حالما يناما ويستيقظا، سيجدا أنفسهما في مطار غوا، والذي من بعده سيذهبان إلى المنتجع الذي حجزه ريان قبل ثلاثة أيام، أي بعدما سأل ليليا عن المكان الذي تود أن تقضي فيه شهر عسلهما.
طوال الثلاثة أيام الماضية، ريان قرر أن يجعل تصميم المنزل على ذوق ليليا؛ لذا قاما بالتسوق عبر الشابكة، وغيرا كل شيء في المنزل، بدايةً من المطبخ، وحتى غرفتهما التي أصبحت أجمل من ذي قبل بكثير.
وبالطبع لم ينسى ريان أن يغرق ليليا بالملابس ومستحضرات التجميل وكل الأشياء الخاصة بالفتيات التي أحضرها لها، والتي اختارها معها بدقة من المواقع الإلكترونية المختلفة.ريان فقط يُظهر جانبه اللطيف لليليا، وهذا ما ينوي فعله طوال الوقت الذي سيقضيه معها الآن ومستقبلًا!
أما بالنسبة لليليا، فهي قررت مسبقًا أن فقط ريان هو من سيكون أول شخص في قائمة أولوياتها، وهو الشخص الوحيد الذي ستسعى لنيل رضاه!.
.
.للتو دلف الاثنان إلى جناحهما الخاص في الفندق القابع بالمنتجع السياحي في غوا، مظاهر السعادة كانت مرتسمة على ملامح كليهما، فقط يفصلهما عن الاستمتاع بأجواء غوا الساحرة، تبديل ملابسهما وأخذ حمامٌ منعش يمدهما بالطاقة والحيوية والنشاط.
دارت ليليا حول نفسها بإعجابٍ ودهشةٍ يمتلكانها؛ لرؤيتها مظهر الغرفة الملكي.
الفراش كبير باللون الأبيض المُذهب، الشراشف ذات لون أبيض خافت، الغطاء باللون الكراميلي الداكن، والفراش نفسه يتسع لأكثر من شخصين!
الخزانة موضوعة في ركن الغرفة، ذات لون كراميلي داكن أيضًا، أثاث الغرف الأساسي وما إلى ذلك كله باللون الأبيض المُذهب؛ أي أنه كما قلت سابقًا، غرفة ملكية من كافة النواحي.ابتسامة لطيفة سرقت مكانها على شفتي ريان، والذي ابتسم على شرود ليليا الملحوظ، واتجه نحوها ليعانقها من الخلف على غفلةٍ من أمرها، بينما يتساءل بفضول:"ما رأيك بالغرفة؟ هل أعجبتكِ؟".
"هل تمزح معي، ريان! إن الغرفة في غاية الروعة... أنت لا تصدق، فصِدقًا، ذوقك أفضل من أي شيء في هذه الحياة" أجابت ليليا بحماس وهي تلتف له وتكوب وجهه بين كلتا يديها الناعمتين، ومن ثم طبعت قبلة قوية على وجنتيه؛ مما جعله يقهقه أثناء قبلتها له وتظهر غمازتيه الآخاذتين.
ابتعدت عنه ليليا سريعًا، وسرعان ما وضعت سبابتيها في مكان غمازتيه الظاهرتين بوضوحٍ على وجهه، ليفعل ريان المثل مع خاصتيها، ففي النهاية، كلاهما يمتلك غمازات رائعة!
"أين أول وجهة سنذهب إليها يا ترى؟" تساءلت ليليا مع تنهيدة مصحوبة في نهاية كلامها وهي تحدق في وجه ريان الرجولي، والذي نظر للأعلى قليلًا بتفكير، بينما يزم شفتيه السفلية تارة، ويعض عليها تارة أخرى.
ظلَّ ريان يصدر أصواتًا طفوليةً من فمه وهو يفكر مليًا في هوية المكان الذي سيذهبا إليه، حتى تنهد أخيرًا بحماس وعينيين لامعتين بينما يقول ناظرًا لليليا:"سنذهب إلى شلالات دودساغار، إنها حقًا وجهة ممتعة".
ابتسمت ليليا بهدوء وأومأت له برأسها بالأيجاب، ليحدق بها ريان لبرهة ويجدها تتأمله في صمت ودون إصدار أي صوت، فقط تقف وتستند على أحد كتفيه بكلا يديها، وتتابع حركات شفتيه وعينيه كلما فعلا شيئًا جديدًا بلا وعيٍ منها.
ربما هذا يبدو غريبًا للغاية بالنسبة لأي أحد، ولكن صوت تنفس ريان الهادئ كان يُعجبها وبشدة.
الطريقة التي يسحب بها الهواء من أنفه، ثم يخرجه من بين شفتيه بكل سلاسة، جعلت شعورًا لطيفًا يراودها في قلبها كلما كرر هذا الأمر على مسامعها.
أشهر السيمفونيات، أحسن الأغاني الهادئة، صِدقًا أصبحوا لا يقارنوا بصوت تنفس ريان الأسطوري بالنسبة لليليا، إنه أفضل شيئًا في هذا الوجود من وجهة نظرها الغريبة والغير مألوفة!ريان بالطبع لاحظ طريقة نظرها المُتأمل له؛ لذا لم يفعل أي شيء، ولم يتحرك من مكانه إنشًا حتى، وأغلق فمه تاركًا أياها تتمعن به كما يحلو لها؛ لأنه يعلم أنه بمجرد أن يجذب انتباهها ويُعلمها أنها حرفيًا كانت تتحرش بتفاصيل وجهه دون حياء، لاشتعلت وجنتيها خجلًا، ولما نظرت له من جديد بهذه الجرأة المفرطة!
إن كانت ليليا جميلة من داخلها وخارجها بالنسبة لريان، فهو أيضًا خلَّاب من الداخل والخارج بلا شك.
ريان لديه صفات عديدة تجبر أي شخص على الوقوع بحبه، وهذا بعيدًا عنه ملامحه الرجولية التي تتمتع بقدر عالي من الوسامة والجاذبية الفظيعة، إنه وبكل صدق ودون مبالغة في الوصف، لوحة يونانية يجب وضعها في متحف الفن!
أنت تقرأ
زوجي | SRK
Romanceلقد تزوجت رغمًا عني! - شاروخان، ديبيكا بادكون - مغزى سامي - نشرت في يوم ٢٤ من سبتمبر لعام ٢٠٢٠