الفصل التاسع و الثلاثون: الطفل الذي لا يملك إسماً

462 35 62
                                    


لطالما أحب الناس الترفيه عن أنفسهم بمشاهدة العروض، سواء أكانت مسرحية أو غنائية أو حتى عرضاً سركياً

و هناك فئةٌ تُحب مشاهدة عروض القتال أو المصارعة

لكن هناك بعض الناس الذين يستمتعون بعروض البقاء على قيد الحياة

ذلك هو النوع من العروض الذي يجعلون فيها شخصين أو أكثر يتقاتلون إلى أن يموت أحدهما، أو يضعوهم في مواجهة حيوانٍ أو وحشٍ كاسر

إنتشر هذا النوع من العروض في ذلك الوقت، و قابلت الكثير من المعجبين، خصوصاً أصحاب المناصب العليا الذي يصلون إلى أعلى مستويات النشوة عندما يرون دماءً تتدفق و أعضاءً تتقطع و عظاماً تتنهش

في أحد تِلك الحلبات المخصصة لهذا النوع من العروض، يتم وضع الأطفال مخصصين لهذه العروض في أقفاص كالحيوانات و يخرجونهم وقت العرض

جلس ذلك الطفل ضاماً قدميه لصدره و يحدق بالفراغ بينما أبتعد الباقون عنه خوفاً منه، كان ذا شعرٍ أبيض يميل للفضي و عينان صفراوتان كالأفاعي

قاطع تحديقه بالفراغ صوت طرق عصا قائد العرض على الأقفاص بالسوط و هو يصرخ "هيا أخرجوا!!!"

قاموا واحداً تلو الأخر و هم يرتجفون رعباً و خوفاً مِن ما سيواجهونه، ما عداه هو كانت عيناه خاليةً تماماً من الحياة و كان يتحرك بهدوءٍ مريب و كأنه جثة

قادهم إلى الحلبة الكبيرة لتستقبلهم صراخ و هتاف الجماهير

رفع الطفل رأسه يحدق بالجماهير و ينظر لوجوههم بلا مبالاة إلا أن وقعت عيناه على ذلك الرجل

كان ذو شعرٍ أبيض و بشرة بيضاء شاحبة و حول عينيه ذلك الحرق المخيف للغاية

حصل تواصلٌ نظري بينهم لعدة ثواني قبل أن يقوم الحارس بدفع الطفل أمام زنزانة ضخمة

فُتِحت الزنزانة ليخرج منها أسدٌ ضخم مكشرٌ عن أنيابه

دبَّ الرعب في قلوب الأطفال و أخذوا يحاولون الهرب من كل مكان لكن لا فائدة فجميع الأبواب مقفلة، فلم يجدوا لهم مخلصاً غيرَ أن يصلوا و يدعوا الإله أن تكون موتتهم سريعة

جميعهم كانوا مرتعبين ما عداه، كان يحدق في عيني الأسد بلا خوف

و في لحظةٍ أنطلق بسرعةٍ خيالية و غرس يدهُ في صدر الأسد و أنتزعَ قلبهُ من مكانه

إتسخت ملابسه و شعره بدماء الأسد التي كانت منفجرة كالبركان بينما كان يمسك قلب الأسد و الذي ما زال ينبض في يده

تعالت صرخات الجمهور الجنونية بعد أن رأوا هذا العرض المذهل، بينما كان ذلك الرجل يحدق في الطفل و هو مدركاً بداخله أن ذلك الطفل ليس طبيعياً

بعد أن أنتهى العرض أوعيدوا الأطفال لزنازنهم تكور ذلك الطفل على نفسه مرةً أخرى و هذه المرة أغلق عينيه و أنتقل لِعالم الأحلام

LUNA|لوناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن