الفصل الثاني و العشرون: الحقيقة التي لم تكشف

529 49 10
                                    

في ذلك البيت الصغير في أحد الأمسيات الهادئة، يقف ذلك الطفل مغلقاً عينيه و وجهه نحو الجدار و يعد "٩٨، ٩٩، ١٠٠، أنا قادم!!"

يركض الطفل يبحث عن أخيه المختبئ، كان جميلاً جدا ذو شعرٍ أسود كثيف و عينين سوداوتين و بشرة بيضاء كالثلج

بحث الطفل في المطبخ، في الحمام، في غرفة المعيشة و حتى في غرفتهما الصغيرة، و بقي فقط غرفة والديه

دخل الفتى غرفة والديه ليرى والده جالساً على مكتبه و يراجع بعد الأوراق، و والدته مستلقية على السرير تقرأ كتاباً

ذهب الفتى لوالده و قال "مساء الخير أبي"

أبتسم له والده و قال "مساء الخير هل تبحث عن شيئاً ما؟"

قال الفتى "أجل أبي هل رأيت سلفادور؟"

أجابه والده "لا لم أره أسأل والدتك"

ذهب ناحية السرير و سأل أمه "أمي هل رأيتِ سلفادور؟"

قالت والدته و هي تحاول كتم ضحكتها "لا عزيزي لم أره"

لاحظ الفتى حركةً غريبة تحت الغطاء الذي كانت والدته تتغطى به، ثم أرتفع الغطاء قليلاً لتظهر قدمي والدته و قدم ثالثة صغيرة

قال الفتى "أمي أنتِ تكذبين سلفادور معك"

قالت والدته "لا لقد أخبرتك أنه ليس معي"

قال الفتى "إذاً لم تملكين ثلاثة أقدام؟"

تنهدت الأم و رفعت الغطاء ليقفز الفتى الصغير ذو الشعر الأسود و العينين الزرقاوتان المشابه لأخيه كثيراً على أخيه و هو يقول "ما رأيك ريفانو؟ لقد أخذت وقتاً طويلاً لكي تعثر علي"

قال ريفانو متذمراً "هذا غش لقد أختبأت تحت أمي"

قال سلفادور "ليس هناك قاعدة تنص على عدم سماح الأختباء تحت أمي"

لم يستطع ريفانو الرد على أخيه الصغير فقام بسرعة و لحق به ليركض الأخر كي لا يمسك به

ضحكت والدتهم عندما رأتهم و قام والدهم من مكتبه و جلس بجانب و الدتهم على السرير و قال "تعاليا هنا"

توقفا الصغيران عن الشجار و جلسا معهم على السرير، مسح والدهم على رأس سلفادور و هو يقول "أنت ذكيٌ جداً يا سلفادور"

صرخ ريفانو "و هل أنا غبيٌ يا أبي؟"

قرصت والدته وجنتيه و قالت "يا لك من غيورٍ صغير"

LUNA|لوناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن