الفصل الثاني و الأربعون: لا تذهبِ

380 42 39
                                    


و تَلاقت أرواحنا فِي المنام، حُلماً جميلاً ليتهُ لم ينتهي..

إستلقى بيتر و أخذتهُ الأحلام لمكانٍ ناصع البياض

أخذت تسوقه قدميه و هو لا يعلمُ إلى أين يذهب، فالمكانُ خالاً تماماً من كل شيء عدا البياض

"بيتر"

ألتفت بيتر بسرعة، فهو يعرفُ هذا الصوت جيداً و عندما ألتفت كانت هي بالفعل

لم تتغير شيئاً، شعرها البني الذي يصل لِمنتصف ظهرها و عيناها بِلون البندق و وجهها الهادئ و البشوش و هيئتها النحيلة و الطويلة

بقيّ متسمراً ينظر إليها بدهشة بينما هي تنظر لهُ بأعينها الحزينة و إبتسامتها الهادئة

نطقت شفاهه المرتجفة "أمي"

لِتبتسم لهُ إبتسامةً حرقت قلبه، ليصرخ بألم "أمي لِما ذهبتي؟ أستتركيني هكذا؟!!"

ركض إليها و أحتضنها ليسقط الأثنان على الأرض و بيتر يحشر رأسه في حِضنها أكثر و هو يقول بألم "أخبريني من لي مِن بعدك؟ من سيكونُ بِجانبي؟ لا قوةَ لدي لِمواصلة الحياةِ مِن دونك!!"

قالت أمه بِحزن "بلى بني أنتَ تستطيع"

صرخ بيتر "لا!! لا أستطيع، من سيمسح على رأسي حينَ أشعر بالحزن؟، من سيستقبلني في حضنه حينما أكونُ تعباً؟، أخبريني من؟!!"

قالت أمه "بني أرفع رأسك و أستمع لي"

رفع بيتر رأسهُ و نظر لَها بأعينٍ على وشكِ البكاء و شفاهٍ مُرتجفة

أمسكت أمه بِوجهه و قالت و هي تحرك أناملها عليه "بني أنتَ لم تعُد صغيراً، أنظر لِنفسِك، لقد غدوتَ رجلاً قوياً و جميلاً للغاية، و على الرغم من كُلِّ ما واجهته ما زلتَ تمتلِكُ هذا القلبَ الطاهِر و النقي الذي يملِكُ القدرة على الحُب و إعطاء المحبة للجمِيع، ربما لن أكون موجودة عندما تعودُ مرهقاً و جائعاً، و لن أمسح الغبارَ عن وجهك عندما تتعثر، و لن أحكي لكَ قصةً قبلَ النوم كما كُنتُ أفعل لك عِندما كنتَ طفلاً، لكنني دوماً هنا، بجانبك و أدعمك و أواسيك حتى و أنتَ لا تراني"

نظرت لهُ لأخر مرة قبل أن تقول "أنا فخورةٍ بك و أحبك للغاية يا صغيري اللطيف"

قبلتهُ على جبهته قبل أن تتلاشى و يستيقظ بيتر في عالمنا

تحسس بيتر مكان قُبلة والدته و نزلت من عينيه الدموع لأول مرة منذُ وفاة والدته، دموعاً صامتة أنهاها بإبتسامة و هي يحتضن نفسه

إلتفتَ للجهةِ الأخرى و رأى أن لوكاس مُستلقي على سريره و لم ينم بعد

قام بهدوء مِن سريره و ذهب لسرير لوكاس، نظر لهُ لوكاس و قال بتفاجئ و هو يرى عيني بيتر المحمرتين أثر البكاء "بيتر!!"

LUNA|لوناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن