اليوم ثالث لشهر ديسمبر العام ٢٠١٨ الجامعة
تسير الصديقات مرحلة الثانية بسرعة لأنهن تأخرن عن المحاضرة. وصلن باب القاعة. الباب مغلق طرقن الباب طرقات خفيفة. واذا بصوت ضحكً قادم من داخل القاعة فتحن الباب.
محمد : هيا تعالين الاستاذ لم يأتي ليس لدينا محاضرة.
هدى : لقد تعبت من الركض ظننت إننا تأخرنا.
دخلن البنات القاعة جلست هدى بكل هدوء عند نافذة على رحلتها أخرجت رواية لتقرأه جذبها منظر المطر اغلقت الكتاب في يدها وضعته على رحلة وضعت يدها على خدها أشعة الشمس تضرب على عيونها الشهلاء فتلمع وكأنها بستان موسم الربيع مشغولة بالمنظر خارج النافذة لا تستمع لصديقاتها اللاتي يتكلمن خلفها.
نور :هدى ما رأيكِ انت؟
هدى :بماذا؟
نور :الحب!
هدى :أنه أمراٌ سخيف.
نور :ولماذا؟!
هدى :الإنسان لديه قلبٌ واحد عندما تحبين سيكون قلبكً ملكً لرجل أي في قفص اي ستسجنين وسجانك يسمى الحبيب وأنا اكره السجن.
نور :أنتِ مخطئة بل بالعكس الحب هو الحرية بحد ذاته.
هدى : كل واحدة منا رأيها انتِ لن تفهميني احبي و ساراكِ حينها.
نور : دعكِ الجدال معكِ في هذا الأمر عقيم.
مر اليوم ورجعت إلى البيت دخلت غرفتها وضعت عنها حجابها وجنطتها وغسلت وجهها و دخلت في فراشها اخذت دفتر ذكرياتها اخذت تكتب فيها.
لما هكذا يراني الناس؟ هل أنا مخطئة؟ هل فعلاً هناك حب؟ كم هؤلاء ناس أغبياء لا يحب الا الذي ليس لديه هدف كم اكره الذين يحبون فكلهم حمقى.
ثم اغلقت دفترها احست بشيءً في داخلها وكأنها اليأس صوت ً ما لا تدري ما مصدره يخبرها بأنها مخطئة تبحث في داخلها عن مصدر ذلك الصوت ولا تجده وهذا الأمر يزعجها ويشعرها بالحزن ولأنها رقيقة جداً تبكي اذا شعرت بالحزن!
اغلقت عينها حاولت أن تسترخي قليلاً أخذها نوم فهي لم تنم منذ يومين لقد كان لديها امتحانٌ صعب. الساعة ٦
امها تناديها : هدى قومي أيتها المجنونة هيا كفاكِ نوماً والدكِ ينتظركِ على الاكل.
ولأن نومها خفيف فلقد انتبهت على صوت والدتها جاوبتها.
هدى :حسناً أمي دقائق وسأنزل.
نزلت غسلت وجهها وتوجهت إلى الطاولة بعد العشاء وغسل صحون جلست على هاتفها تتصفح الانترنت نزلت في يومياتها على الانستاكرام.
(كيف يكون الحب؟)
خلال دقيقتين جاوبها شابٌ لا تعرفه.
(أنه أمراٌ معقد لن تفهميه اذا لم تجربيه)
لم ترد عليه فليس من عادتها أن تجاوب الشباب أقفلت الهاتف ورجعت إلى فراشها ضلت تفكر في كلام الشاب هل هو على حق؟ هل فعلاً الحب أمراٌ معقد؟ أم انه كان يسخر من منشورها فقد يراها البعض حمقاء فتاة ٌ في الحادية والعشرين من الحماقة ان لا تعرف الحب فقد يعتقد الكثيرين أن من تصل إلى هذا العمر لا بد وأنها قد عاشت علاقات من قبل ففي زمانً مثل هذا الزمان لا يوجد شاب أو توجد فتاة لم يجربوا الحب إلا من رحم ربي. فهل حقاً لا توجد فتاةً لم تحب من قبل؟!