كم هو صعبٌ هذا المسمى حب أنه كسكسين يذبحك من الوريد إلى الوريد كم هو مؤلم كمرض السرطان لا علاج له أنه موجٌ بحري ضخم نسبح معه لا ندرك على أية صخرةً سيرمينا هل سنخرج منها سالمين أم سنجرح ينحذر بنا نحو زاوية سلبية يدور مع عقارب الساعة في زوايا أنه كقدم اميبيا كاذب لا شكل له. أنني حين انغمس في الكتابة عنه اتيه لا ادري كيف اصفه يصعب عليه وصفه أرى الآخرين يحبون فاقتبس مشاعرهم لاصفها كما أشعر بها كم هو صعبٌ وصف شيءً لم تعشه. كم هو سخيفٌ قولي هذا فتاةٌ في العشرين لم تحب. نعم لم أجرب أن أحب يوماً طالما خفته وطالما هربت ممن صارحوني وطالما كذبت في هذا الشأن بحجج واهية لأهرب ممن يريدون الزواج بي فكنت اتحجج بأغلب الأحيان بدراستي وعدم قدرتي على توازن بينهما. أنني لست اخافه فقط بل أنا اخشاه أخشى أن يسرق أحدهم قلبي فيتركني في جرحي ويرحل عني دون عودة واذا ما رآني ذات مرة يشيح بوجهه عني، أخشى خوض غمارها لست ممن يسبحون عكسه ويتحدونه ويجربوه ولست ممن يركبونه أنني احاول قدر الإمكان السباحة إلى جانبه او بعيداً عنه. أخشى صخور الألم أن تكسر قلبي ذات مرة. ولكني أرى جماله في تلك الألم فحبً دون ألم لا اعتبره حباً ولا اتكلم عنه لا اقدره. اشجع جميع على أن يتزوجوا ويحبوا أزواجهم واحرم ذاك على نفسي لست بتلك الشجاعة لأتحمل مسؤوليتهم كم أتمنى لو أنني طائر حمام اطير فقط واحلق مع الغيوم والشمس ونسائم السحر تحت القمر واقف على أشجار النخيل ولا افكر لا أفكر في هذا المسميات الغريبة عند البشر ("الشجاعة، الحب، التضحية، الوطن، المسؤولية") وما إلى ذلك من أفكارهم الغريبة حيث يصبح كل الأرض وطني لا أمل استكشف العالم بحجمي وجناحي الصغيرة. نعم هكذا هو الحب أنه عبارة عن أمنية كاتبً لم تتحقق وقصيدة شاعرً ضلت دون عنوان وأغنية مطربً تحمل شجونه. نعم هذا ما يحس به علي بين ماضيه الأليم الذي يخفيه في داخله وبين حبه الواضح لفتاته الهاربة من أحلامه وبين سيل أفكاره يبقى عاجزاً لا يعلم ما يصنع يتهرب إلى كبرياءه تهرباً من حبه من خوفه من كل شيءً حوله. أما هدى فتلك قضيةٌ أخرى بين مشاعرها التي لا تميزه ولم تعشه من قبل فالحب لها كالاخطاء في الكتابة لا تهتم لها ما يهمها أن تكتب فإنها ترى الأخطاء عدم اذا ما احب القارئ الكاتب فالقارئ على قدرً من الفهم لما تقصد بكلماتها حتى لو إنها اخطئت بين الفتحة و الكسرة هي لا تهتم ما يهمها مشاعرها حين تكتب فهي ترى الحب مثل الاخطاء عدم. فكيف لها أن تقتنع بأن بعض القراء دون مشاعر أنهم ليسوا قراءً أنهم نقاذ يلاحقونها حتى في حالة السكون؟ كيف لها أن تقتنع أنها بحاجة إلى الأملاء المضبوط؟ كيف بها وهي تقف أمام تساؤلات لا تجد لها من أجوبة؟ هل يكفيها الكتابة لإيجاد جواب لا أظن فالكتابة أحيانآ غير مجدية.