هدى ضاعت وفي ضياعها نجاته....
هدى :علي أترى مشهده كم هو مريح ٌ وحزين؟
علي : نعم. سلام عليك يا ابا عبدالله.
هدى : سلام عليك يا ابا عبدالله.
ام هدى :تعالوا نجلس هنا يوجد مكان.
هدى: حسناً.
جلسوا نظروا إلى مرقد وازدحام ناس جمال ٌ ما بعده حزن روح العشق والحب روح الحزن و السواد يغطي الأجواء.
علي نظر إلى المرقد الشريف أمامه غمض عينه ثم بكى بكاءً جعلت من حوله يبكون معه وهدى تحدق إليه وتذرف دموعها معه تتمنى لو أنها تستطيع أن تحمل عنه همومه الذي يخفيها.
علي : هل فعلاً جاهزة لتسمعيني؟
هدى :وهل لديك شك؟
علي : أنظري إلى صاحب هذا المشهد وقصته أنا في جزء ٌ من حكايتي اشبهه لست مثله ولكنني عشت الأحزان وجربت الغربة وفقدان الأحبة مثله.
هدى : كيف؟
علي : كنتِ صغيرة لا تفهمين أنا أيضا ً كنت صغيراً كان عمري ثمان سنوات وعمركِ سنتين فقط عندما فقدت والدي.
هدى : وكيف فقدته.
علي يجر أنفاسه ويعرق يرتعش جسده.
علي : لقد غدر به استشهد قتلوه أمام دارنا أمام عيناي.
يبدأ بالبكاء...
هدى : ولماذا قتلوه؟
علي :بسبب والدكِ.
هدى : ماذا ؟! ما الذي تقوله؟!
علي : نعم فوالدي ووالدك ِ أولاد عم.
أم هدى : نعم عزيزتي. نحن لم نخبر أحداً بهذه الحكاية ولا أحد يتحدث عنه لأن والدكِ يرى نفسه قاتل ابن عمه فهو إلى الآن يلوم نفسه على موته.
هدى تبكي...
علي يستجمع نفسه أمام دموعها.
علي : ماذا أيتها القوية ضعفتي من أول جملتين؟!
هدى :أكمل اذا سمحت.
علي : والدكِ كان هارباً من السلطة أتى ليختبئ عندنا وعندما أتوا يبحثون عنه لم يجدوه فحاولوا أن يدخلوا دارنا فواجههم والدي وعندما أصر على عدم دخولهم قاموا بقتله دون أن يرف جفن ٌ وجهوا السلاح على رأسه واطلقوا عليه النار وقع أرضا ً ودمائه تجري وأنا كنت واقفاً أشاهد كل ذلك ولم أكن قادراً على فعل شيء كنت عاجزاً أمام المنظر.
ام هدى : وكيف لك يا ولدي أن تفعل شيئاً لقد كنت صغيراً..
هدى : ولكن لما والدي لم يساعدكم؟ لما يكن لكم الوالد بعدما خسرتم والدكم؟ كيف سخي بكم؟ أمي لماذا سمحتم لهم بالهجرة والغربة؟
ام هدى : ماذا تقولين انتِ؟ أنت ِ لا تعرفين شيئاً.
علي : والدكِ لا ذنب له ولا والدي إنها إجرام حكومتنا انذاك.
هدى : كيف أستطعت العيش مع هذا الجرح؟ ليتني استطيع ان اخفف عنك.
علي : ومن قال لكِ أنني اعيش أنني استيقظ كل يومً وأنا متعجبٌ من عدم موتي.
أم هدى : لا تتحدث هكذا يا عزيز خالتك فديتك بنفسي واطفالي.
علي : اتريدين أن تعرفي لماذا هاجرنا؟
هدى : نعم.
علي : هل انتِ واثقة؟
هدى : نعم.
علي : عندما انتهينا من مراسيم دفن والدي وبعد العزاء قرابة اسبوع اتانا خبر السقوط والاحتلال.
كان اخي الأكبر مني في الجامعة أتى ذات يوم وقال لوالدتي : دعينا نهاجر. رفضت والدتي رفضاً قاطعاً ووالدك ِ ووالدتكِ كان بعمر العشرين وأخي الكبير بخامس وعشرين حاول أخي اقناع اخي الكبير ونجح في ذلك وبعد سنة من المحاولة اقنعا امي..
يتبع