هدى المنقسم عقلها نصفين نصفً يفكر في سر علي ونصفً ينشغل في حب الحسين تترك الأمر لقلبها ليختار هو فلقد تعبت هي من تفكير لا تستطيع النوم تراقب النجوم والقمر من المكان المفتوح سقفه في الخيمة تلوح بيديها إلى السماء كطفلة الصغيرة التي تلعب وعيناها البريء فيها حزنً دفين لا أحد يفهمه تمسك هاتفه لتتفقده كعادتها قبل أن تغط في النوم رسالة من علي الذي لم تجاوب عليه على كل حال ( ابتسمي للحياة وابكي على الحسين). أقفلت الهاتف اغمضت عيناها ثم غطت بنومً عميق وكأنها ليست التي قبل دقائق كانت ستجن من تفكير. ولما ذلك؟ ما هو السحر الذي يمارسه علي عليها؟ ام أن هناك أمراً اخر؟. هو انتصار ً لاختيار قلبها فعقلها الذي كان يفكر في امرين اختار قلبها التفكير بالأمام الحسين وحتى ينتصر نصف العقل والقلب على نصفه الآخر كانت رسالته هي نقطة القضاء على تفكير بقصة علي ولأنها دائمة التفكير بأبا عبدالله تعودت على نوم وهي تفكر فيه. أما علي فهو لم ينم يضع يده تحت رأسه هو لديه أمرا ً آخر أمراً قد حرمته لذة النوم لأيامً طوال. فما هذا السر الذي يخبئه؟.
حان الصباح وبزغ الشمس وبدأ المسير مرةً أخرى بعد أن قاموا وتجهزوا وتفطروا خرجوا إلى الطريق ليكملوا المشي. بعد سير ما يقرب خمسين عموداً.
علي :لماذا جلستم خالتي؟
هدى : لن تهربا من سؤالي عليكما الاعتراف.
علي : هل ترين في وجهي دلالات أنني سأقول لكِ؟
هدى :ولكن أمي ستقول.
ام هدى : أن لم يرد علي أن يتكلم فأنا لن اغصبه.
هدى :ولكن هذا ظلم أنت تظلم نفسك أرحم حالك تكلم افصح عن كوامن نفسك من يتكلم يرتاح أيها..
علي :أيها. ماذا ؟
هدى :كم أنت مزعج لا خير فيك وهذا ما يليق بضعيفً مثلك.
ام هدى : قومي أمامي انتما من عقلية بعضكما كلاكما فيه عناد الحمير.
قاموا ليكملوا الطريق...
الخطوات تقترب من حبيب روح الذي لديه علاج كل مرض والذي لديه حل كل مشكلة من مثله يأتيه المريض ويرجع مشافى يأتيه الحزين ويرجع مستبشراً لديه مستشفى ولا مستشفى مثل مشفاه في العالم اجمع..
حان الظهر وقفوا للصلاة والغذاء وبعد أكملوا كل ذلك توجهوا الى كربلاء..
وقفت هدى عن أحد الباعة.
ام هدى : ماذا تفعلين يا وردتي؟!
هدى : هذا الغلاف جميلٌ جداً أنه يناسب هاتفي ساشتريه.
ام هدى :وما هذه القبعة؟
هدى : امي الحرارة تؤلم عيناي.
علي رآها تضع القبعة في رأسها توجه نحوها اخرج نظارته والبسه لاخيها الصغير ثم قال لها.
علي : كيف تقولين إنك ِ زينبية ولا تستطيعين تحمل الحرارة؟
قالها وكأنه يسخر منها يستصغر من شأنها فكيف لفتاة ً مدللة مثلها أن تتحمل مثل السيدة زينب كون الفتاة زينبية عليها أن تتحمل المشاق وتكون ذات إرادة وصبر نزعت القبعة من رأسها و إعادتها إلى صاحبها ولم تشتره ثم قالت له.
هدى : قد أكون مدللة وهذا بفضل ابي ولكني لست ضعيفة الشخصية مثلك أنا لا اتهرب من مشاكلي واذا تعبت اقول أنني تعبت هل تفهم أيها المتذاكي؟