عاد إلى العراق وذهب إلى مستشفتها كانت تواً خارجة من العملية سئل عن غرفتها ثم دخل إليها وهناك قابل أهلها سلم عليهم وقف عندهم وحقيبته بيده وقف يتأملها من بعيد سمح لهم الطبيب برؤيتها فيدخلون ويخرجون من عندها وهي تحت المخدر فاقدة لوعيها وبعد مرور ساعة كاملة...
علي : خالتي اذهبي للبيت ارتاحي يبدو أنك ِ مرهقة.
ام هدى : لا يا عزيزي انا بخير ابو هدى اذهب أنت للبيت لقد تعبت ولديك سكري اخاف أن ترتفع من شدة التعب.
ابو هدى : كيف اترك ابنتي بهذا الحال واذهب.
ام هدى : بالله عليك يا رجل يا حالة ابنتنا بأحسن حال. ألا ترى أن العملية نجحت؟ ثم ألم تسمع ما قالته هدى لك ألم تقل بأن تذهب للبيت وترتاح بمجرد أن تنتهي عمليتها؟ هل تريد أن تفكر بك عندما تقوم وهي بهذه الحالة تعلم كم إنها تخاف عليك؟
ابو هدى : حسناً. ولكن ردوا علي اذا اتصلت وعلي هنا اذا احتجتم أمراً هو معكم.
ذهب والدها وبقيت والدتها دخلت عند ابنتها وتبعها هو جلسوا عند رأسها وكأنها شمت رائحته فبدأت تستعيد وعيها وبدأت تهذي وتقول ( لماذا ذهبت دون اخباري؟ هل هنت عليك إلى هذا الحال؟ أولا تعلم أنني أحببتك؟ فلما تعاملني هكذا خل استحق كل هذا؟)
اطرق رأسه نحو الأرض مسكته خالته من يده واخرجته.
ام هدى :اسمعني يا علي اقسم لي بأنك لن تخبر ابنتي إنك عرفت مشاعرها اتجاهك حتى تقول هي.
علي : وهل تعلمين بذلك؟
ام هدى : ولدي الام تفهم أطفالها من نظرة وأنا قد توقعت حب ابنتي لك من اول مرة تحدثت معي عنك من اول نظرة عندما كانت تحادثك إنها كانت دائماً تدعو لك في زيارة بكل خطوة..
علي :أعدك بذلك ولكن...
ام هدى : أعلم ما ستقول لكن لا يهم فقط اعلم ابنتي لا تساوم على كرامتها حتى معي.
وهناك كانت قد استعادت وعيها بالكامل وصارت تنادي..
هدى : أمي، أمي.
أم هدى : نعم يا عزيزة قلب أمك.
هدى فتحت عينيها : علي!!
علي : نعم، أيتها المجنونة كيف جرت العملية؟
هدى : بخير لكنني متعجبة منك.
علي : نعم لديه إعمال هنا و قلت لأمر عليكم وابقى هنا كم يوم كأخذ اجازة لبضع ايام.
هدى : حسناً.
غيرت وجهها عنه وكأنه غير موجود وعادت لتجاهله لتحترق بوحدتها وحزنها معه فما صنعه لا تغفره امرأة بشخصيتها والدمع يقف في طرف عينيها.
اما هو فينتظر لتتعافى ليرجع و يتركها كما فعل اول مرة.....
مرت الأيام قرابة اسبوع يقيم عندهم يأخذ لها الطعام ويشتري لها ما تشتهيه و كأنه لم يتركها و يذهب من قبل وكأنها يحاول بتصرفاته تلك الاعتذار منها يرجوا أن تسامحه. وكأنها برفضها تودده إليها ومعاملته ببرودة تجيبه لست المرأة التي تسامح بسهولة أنا امرأة لا أقبل بهذه السوق لا يعجبني غش التجار . فينظر لها بنظرات النادم والحزين تفهمه فترد عليه بنظرات الغضب وعناد من منهما سيخسر كلاهما خاسران لا فائز بهذه القضية أما يعتذر منها بطريقة مميزة أو سيخسرها للأبد أما تقبل باعتذاره او تنكوي في أحزانها..