بعد مرور يومين.....
أم هدى : هدى هل وضعتم الأغراض قي سيارة؟
هدى :نعم.
حسن :هيا أمي. لما تأخرتم؟
أم هدى :قادمات..
ركبوا السيارة وذهبوا الى المزرعة وهناك قاموا بعمل حفلة شواء رائعة الجو أكثر من جميل الشمس تضرب باشعتها على عيون هدى المناسب لخضار المزرعة جمال ٌ يقابله جمال شالها وملابسها الصفراء بلون سنابل الربيع صورة ربيعية بحتة تبهج النظر وتسحر العين.
بعد الشواء أبو هدى وأم هدى ذهبوا لتفقد الحيوانات.
حسن :علي هل تأتي معنا لصيد الطيور؟
علي :كلا..
حسن :كما تشاء...
بعد ذهاب حسن.
هدى : ما رأيك أن نتمشى؟
علي :حسناً..
يسيران إلى جانب بعض المسافة تعتذر منهما. تغوص هدى بين الورود الحمراء متفتحة في أول ربيع تقطع أنفاس عليً من جمالها.
هدى : ما بك تحدق اليه هكذا؟
علي : لا أفرق بين رائحتكما.
هدى :رائحتكما ؟!
علي :انتِ والياسمين نفس الشدى الذي يفوح منكما.
هدى :شكراً.
بخجل..
هدى :علي ما رأيك أن تكمل؟
علي :لكن لن تقاطعيني.
هدى :أعدك.
علي : تعالي اذن اجلسي هنا الورود بلون ثيابك.
هدى :حسناً.
علي : انظري عزيزتي.
هدى احمرت خجلاً وحياءً :ماذا؟
علي : لقد لازمت أمي الدار لمدة خمسة أشهر كاملة بعد تلك المشكلة. تأخر أخي ذات يوم ولم يأتي ليقلني من المدرسة اضطررت للرجوع وحدي وأنا في طريق.( علي يتهكم ثم يكمل) مسكني رجلان مسكاني من قميصي وجراني وحاولا ادخالي السيارة قاومتهما وصرخت (help help) رأني أخي وادركني كان ذاهباً باتجاه المدرسة وصل وجرني من يد الرجلان فقاما بطرحه أرض ً وقاما بضربه أنا هربت وناديت الناس رأني شرطي وقصيت عليه ما حدث أتصل بدورية ورجعنا إلى مكان أخي هناك (علي يبكي بشدة وهو يقول). كان مطعونً اخذناه واولئك نشاز هاربين اخذناه إلى المستشفى أخبرنا أمي وأتت هي وأخي بقينا في المستشفى يومً كامل ثم اخرجناه ولكن ليس للبيت بل المقبرة دفنا أخي في أرض الغربة وبعد مرور شهرين انتقلنا إلى مدينة جديدة واستقرينا فيها وهناك كونت نفسي درست بجد وقررنا البقاء هناك كانت مدينة آمنة نذهب كل شهرين لزيارة قبر أخي لقد رأيت موت أبي وأخي أمام عيناي...
هدى تبكي سألته : هل اكملت؟
علي :هذه أول مرة تريدين أن أكمل بسرعة ما بك ِ؟
هدى : لا شيء قم دعنا نذهب سيرجع والداي.
نعم لم تسأله وارادت إكماله نعم قلبها البريء لم يتحمل كل ما قاله. قلبك يا علي أكثر قوة من قلبها لا تغرنك كلامها الباعث على القوة والمقاومة هي بداخلها طفلة بريئة صغيرة لا تستطيع تحمل سماع كل هذا يا علي أنت قلت لها ذلك ولكنها تخيلته وكأنها هي من عاشته وكأن أخيك أخوها وأنت هي والفتاة ليست بقوة رجل إنها ناعمة تجرحها ندى.
أما هو فكان ينتظر منها أن تسمح له بالاكمال كان قد وجد من يحنو على قلبه من يسمعه من يتحمله من يشجعه ويعطيه القوة ولكنه رآها تذبل أمامه من البكاء تذبل كوردة الخزامى نسي إنها طفلة مهما كبرت يعجز عن نظر إليها وهي بتلك الحال دموعها تنهمر كنهرٍ جارٍ وهو غير قادرٌ على حضنها.