بعد مرور خمسة اشهر واربعة أيام
علي : هدى اعطيني سلاحي وانتبهي لنفسكِ ول امانتي.
هدى : حسناً لكن اين انت ذاهب وهذه الملابس منذ الصباح لم اصلي صلاة الصبح بعد؟
علي :أنه اليوم الموعود يا عزيزتي.
هدى : ليتني أعلم كم من أنامل احتاج بعد لامساكك ومنعك من الموت و سجنك في الحياة.
علي: عزيزتي اقطعي الأمل من رجوعي ولكن انتِ لديك أنامل الحياة لتتمسكِ بالحياة جيداً اهتمي به وربيه كما يجب أن يربى الرجال وكوني له ام ً صالحة وكوني كاتبة وراوية واشكريني فقد علمتك الطريقك لتكوني كاتبة ممتازة.
هدى : لم أفهم.
علي : الألم يا حبيبتي هو ما يصنع الإبداع. لا تنسيني.
هدى :حتى ادفن في التراب سيكون طيفك رفيقي زرني في أحلامي لا تتركني وحدي حين انام وأنا منكسرة.
علي :كما تطلبين وادعي لي في صلواتك.
هدى :حسناََ الوداع يا حبيب الفؤاد والدمع الذي لن ينشف مدى الحياة.
علي :الوداع يا شريكة القلب.
خرج من الغرفة توجه إلى أهله أمه وأخيه حضنهم وودعهم ثم خرج خرج الى اين؟ ...
مرت يومان...
أتى أخو هدى وهو يحضن أخو علي وكلاهما يذرفان الدمع استقبلتهم هدى بدأت تبكي وتنوح.
حسن :عظم الله أجرك ِفي زوجكِ يا اختي.
وقعت مغميةً عليها دخلت والدتها من الباب ووالدها اجتمع الجيران والاقرباء والأصدقاء وخالتها جالسة في زاوية الباب تبكي دون إصدار صوت كما اوصاها ولدها وكأن قلبها تعود على فراق من احبتهم هذا ثالث جرحً يقع على قلبها. ترك حسن ابن خالته لأبيه وأخذ اخته إلى غرفتها و رش عليها الماء حتى آفاقت ثم خرج...
حسن :أبي أبقى مع هدى وخالتي وأمي وأنا سأخذ أبن خالتي وبعض الأقرباء ونذهب لاستلام الجثة.
وذهبوا بعد مرور خمس ساعة...
رجعوا بالجثة غسلوه وكفنوه واخذوه إلى أهله ليودعوه دخلوا الدار كان محترقاً بأكمله قد وقع عليه صاروخ روى بدمائه هذه الأرض التي لم تجعله ينام ليلةً براحته لم تحضنه برأفة بل كانت دائمة الايذاء له استشهد في عمليات خاصة بصحارى موصل.
ودفن إلى جانب ابيه..
مر سنتين كبر ولده لقد سموه جواد على اسم جده و تزوج عمه واصبحت أمه كاتبة تكتب عن الشهداء وقصصهم وتعيش مع خالتها وولدها في الطابق الأول بينما يعيش أبن خالتها وعائلته في الطابق الثاني ترك علي لها راتبه خطبها الكثيرون ولكنها ترفض وفي المرة الأخيرة تشاجرت مع المرأة التي تجاوز طلبها لها أكثر من ثلاث مرات قائلةً لها.
هدى :اسمعي هذا الكلام وقوليها للجميع هدى لعلي وعلي لهدى لو امتلأت الدنيا رجالاً لم يكن ليرى عيني غيره هو حبيب الأول وهل رأيتم حباً اول ينسى؟ لو دارت الدنيا و صبت عليه لجام غضبها ولم يكن لمشاكلها من حل الا زواج ما كنت متزوجة احداً بعده
...
كتبت له في أول رسالة في دفتر ذكرياتها حين فارقها أول مرة ( كيف لك أن تنساني هكذا أخبرني بعد كل هذا تنتظر مني ماذا؟).... وجدت تلك الدفتر وهي تفتش وترتب أغراضها القديمة فصارت تكتب عليها قصتهما حتى أكملته برسالة الأخيرة (انت استشهدت وأنا أصبحت ارملتك زوجة شهيد اربي أنامل حياتي مهربك مني إلى أين؟ قد هربت مني في هذه الدنيا مرارً وتكراراً ولكن لنا موعدً في الآخرة لن نفترق بعدها حتى يقوم القيامة أن شاء الله)