خرج والدها واعطاهم رضاها وتم الاتفاق على ذهب ٢٤ مثقالً ومهراً قدره مليونين على أن يكون العرس بسيطاً كما ارادت هدى واصرارها عليه .
ما هدفك يا هدى من الركض خلف البساطة؟ وهل توجد فتاةٌ تتسرع في أمور عرسها بل من عادة من تتزوج أن تبطئ في اختياراتها وتبحث عن أغلى الأشياء واجملها وأكثرها جذبً للنظر من عادتها أن تختار ماركاتها من اجمل الماركات واقلهن وجودً في السوق فما جرى لكِ يا هدى؟ نعم من عادة العروس كل تلك الأمور ولكنها ليست من عادات من أخبرها خطيبها أن تتجهز لتترمل...
بعد مرور يومين ذهبوا لشراء الذهب والجهاز اكملوها كلها في يومً واحد هدى لم تبدي أي اهتمام لما يشترونها الا خاتم زفاف وفستانها الأبيض اختارته خاتمً بسيطاً جميلاً ذات نقشة غريبة وجذابة كشخصيتها تماماً واختارت فستانً أنيق بأكمام طويلة ومحتشمة بنقشات ورود صغيرة ونقشات باشكال مختلفة في بدايته..
مرت ثلاثة أيام حان موعد الحناء لم يعملوا خطوبة واذا سألهم أحد تحججوا أن عليً مستعجل.
لبست هدى فستان حنائها الحمراء وتاجها الأصفر تبدو كملكة الجمال ومكياجها الذهبي الذي يناسب ملامحها ناعسة تمشي كمن يمشي على الورد والسجادة الحمراء برقة ونعومة لتصل إلى كرسي أمانيها وهي غير ابهة لشيء وكأنما هذا ليس حنائها.
الملاية تقرأ وتنشد انشودة " يا حمام المدينة". والجميع يصفق مبتهجٌ إلا هي ملامحها وكأنها تريد أن تبكي فرح الجميع وانتهى المولد وبعد ذهاب الغرباء بقي فقط الأصدقاء والأقارب قامت الفتيات بتشغيل أغنية أمي واجلسن هدى في النصف ووضعن شالً أبيض على رأسها والكل في يده شمعة ويدور حولها بدأت تبكي وتبكي حتى فقدت وعيها. أتصلت أمها بعلي واخبرته الوضع وأتى من بيتهم القريب من بيت أهل هدى مسرعاً مهرولا دخل الدار وأخذ هدى في حضنه وأسرع بها إلى غرفتها كانت فائقة ولكن ليست بكامل وعيها لا تشعر بمن حولها .
قام علي بمسح وجهها وطلب من الجميع مؤشراً إليهم بالخروج وتركهم وحدهم ثم قام واغلق الباب.
وقال :عندما اخترتك زوجةً لي اخبرتكِ بكل شيء توقعت منكِ أن تكوني قوية.
هدى : وما يدريك انت ما اعيشه أنا ما يدور في خلجات نفسي.
علي :أدرك ما تعانينه أعلم أنه صعبٌ عليكِ ولكن اعلمي حتى أنا كنت أحب أن نعيش معاً مدة طويلة ولكن لا أقدر.
هدى :لما أخبرني سبباً واحدً فقط؟ تجعلني اعذرك.
علي : عزيزتي أنني اختنق من هذه الدنيا أنني احس بموتي عن قريب وعلني اعرف حتى كيفية موتي لقد رأيت ذلك في حلمي نفس رؤية اكثر من مرة عزيزتي لست قادرً على تراجع لقد اخترت لنفسي هذا الطريق وتعلمين أنني لم اجبرك فقد اخترتِ قدركِ كما فعلت فتجهزي وكوني قوية حتى تستحقي لقب زوجة شهيد.
هدى :كما تشاء.
ومر ليل وهما يتحدثان على هاتف ينصحها ويعلمها قوانين الحياة والكتابة وكيفية اتخاذ قرارات صائبة والإصرار عليها تحدث إليها محاولاً التخفيف عنها.
بزغ الشمس وبدأت العصافير بالتغريد ومنذ الصباح أتى واخذها إلى صالون هي وإحدى بنات قريباتها وذهبت إلى صالون هناك تزينت فازدادت جمالً فوق جمالها وحسناً فوق حسنها أتى ليأخذها مع أخيها واخوه واصدقائه ونساء قريباتهم فخرجت إليهم كالقمر ليلة تمامه وكخروج الشمس اول ايام الصيف ملئت المكان عبيرً وبهجة واشراق اخذها واركبها السياوة وتوجهوا إلى حديقة لجلسة تصوير وبعد إكمال جلسة تصوير بين الأشجار و الورود رجعوا لأهلها وبعده خرجوا إلى بيتهم لم تضحك أبدا ً سألها.
علي :لماذا لا تبتسمين؟
هدى : وهل رأيت ميتاً يبتسم في احتضاره؟
علي : نعم من ضمن الجنة.
