بدأو بالمسير عيون هدى مشغولة ً تناظر الناس وتذرف الدمع لا تذرفه على المصاب ولا تذرفه لحاجاتها بل تبكي وهي تقول في نفسها "مولاي ابو عبدالله طال الفراق وأنا احترق من شوقي إليك". ساروا كثيراً نشف دموعها من كثرة ما بكت جلسوا للغذاء في أحد الحسينيات عمود ٢٠٠ حسينية أهالي طوز كان الغذاء سمك ً اخذت صورته ونشرته وكتبت عليها "لا يخلوا دار الكرام من مأدبة طويلة" فرد عليها الشاب الذي رد عليها أول مرة في الانستاكرام اسمه في الحساب" الشهيد القادم" قرأته كاتباً " تكتبين كثيراً ولكنكِ ضعيفةٌ فيه". اخذت صورةٌ لرسالته ونشرته في حسابها معلقة عليه " عندما يكتب أحدهم لا يهمه من يقرأ ولا يهمه كيف يكتب ام ما يكتب الذي يهمه من أين يكتب وأنا اكتب من قلبي وهذا يكفيني". ثم أقفلت هاتفها وعندما رفعت رأسها واذا شابٌ يتكلم مع امها هي لا تعرفه ينظر إليها شعرت بالقشعريرة والخجل من نظراته. والدها كان قد سبقهم إلى كربلاء ولم تبقى غيرها وأمها واخيها الصغير. لدى لم تكمل غذائها وتوجهت إلى أمها.
هدى :أمي هيا دعينا نذهب.
ام هدى :عزيزتي انتظري قليلاً سيرافقنا هذا الشاب.
هدى : أمي هيا بنا. اذا سمحتِ.
الشاب :كتاباتكِ ضعيفة لن استطيع مساعدتكِ عليكِ بقراءة كتبً اكثر.
هدى : ومن انت لتحكم علي وهل قرأتها من قبل؟
الشاب :انظري إلى هذا المنشور يا خالتي.
هدى :أنت المزعج الليئم.
الشاب : نعم أنا المزعج.
هدى :أمي لا بد إنك ِ تمزحين معي قولي أنه لن يرافقنا.
أم هدى :هذا كلام والدكِ.
غضبت هدى وذهبت خارج الموكب وجلست في إحدى الكراسي تبعها بعد قليل امها واخيها والشاب.
أم هدى :هيا أيتها العجوزة لنكمل المسير.
كملوا المسير الجميع يقوده قلبه هدى متعجبة من حالة الشاب يبكي وكأنه فاقدٌ لأخيه ويقول بهمسً يسمعه القريب منه " ليتني كنت معك فاستشهد والوذ عن أهل بيتك" وهدى كلما رأته حن قلبها وبكت هي كذلك ساروا قرابة مئة عمود دون توقف أو كلام ولحظة انتبه الشاب إليها ورأها تنظر إليه وعندما نظر إليها شعرت بالخجل اطرقت رأسها نحو الأرض رن هاتفها.
هدى :أنها أمي!
فتحت الهاتف :نعم أمي.
ام هدى :أين انتِ يا عزيزتي لأي عمودً وصلتم؟ ما هذه السرعة؟ ألا تقولين أن أمي معنا كبيرة في العمر؟ .
هدى :اعتذر منك ِ أيتها الغالية نحن في العمود ٣٠٠. أين أنت ِ؟
ام هدى : حسناً اجلسا عندكما سنصلكم قريباً.
واقفلت الخط جلست على الكرسي وجلس قريباً منها جزءٌ بداخلها منجذبٌ له يقلقها شخصيته في جانب يذرف الدمع ما يشرح إيمانه العميق وفي جانب الغموض الظاهر على ملامحه وجهه يشع بياضا ً كأنه في الخامسة والعشرين وعيونه محمرةٌ من الدموع الا إن الشمس عندما تضرب على عينيه يتلألأ لونه العسلي طوله قرابة ١٨٠ سم شيءٌ ما يخبرها أن هذا اللقاء ليس من عبث و أن هناك سراً يخبئه عنها ولكن غضبها لم يهدأ فبأي حقً ينتقد كتاباتها؟ من هو؟ يا ترى ماهو السر الذي يخفيه؟