من هو؟

26 6 2
                                    

وبعد مرور ما يقرب ربع ساعة أتت أمها عندهم وقاموا لإكمال الطريق تسير هدى خلف أمها وعينها على الشاب يكلم أمها يتكلمان في شتى المواضيع وهدى تسرح في ذاكرتها كلما التفت إليها الشاب حست بأن هناك نار طاقة غير طبيعية بينهما. والطريق فيه عشق ٌ روحي الجميع على هذا الطريق الذين يخدمون والذين يسيرون أولئك الذين يلبسون السواد وقلوبهم ابيض من ثلج هؤلاء الناس فيهم شيء هؤلاء لا يحركهم عقلهم بل قلبهم هو المسيطر عليهم يحكمهم ويوجههم الى المحبوب الشهيد يسير بهم أقدامهم يأخذهم في هذا الطريق الذي وكأنه أطول من العمر هذا الطريق الذي لا ينتهي. جذبت انتباه هدى رجلاً كبيراً في العمر يحمل أمه على ظهره اخذت له صورةً وبعد دقائق رأت رجلاً معاق ً و كأنه فقد رجله في أحد المعارك.
كان يقول: ماذا ألا يوجد اليوم رزق؟! يبدو أن رزقنا قليل.
وذلك عندما يرفض الزوار ان يأخذوا من ثوابهم وبعده سارت قليلاً بعدما اخذت من ثواب الرجل كانت الاكلة القيمة النجفية اخذت الملعقة وبينما هي تأكل وتسير لاحظت امرأة عجوزة جالسة وفي يدها عكازتها وكأنها تنتظر أحدهم ذهبت وجلست عندها.
أم هدى : أين هذه الفتاة أين ذهبت؟
الشاب :إنها هناك يا خالتي.
توجهوا إليها جلسوا معها الى جانب تلك العجوزة التي بدأت هدى تتكلم معها وكأنها امرأة عجوزة مثلها.
العجوز :بارك الله فيك ِ يا ابنتي هل هذا الشاب زوجك ِ؟
ام هدى : كلا أنه أبن اختي.
هدى :ماذا ؟!
العجوز :ما بكِ أيتها الفتاة الجميلة؟ ألا تعرفين ابن خالتك ِ؟
الشاب :لا تعرفني فقد كانت صغيرة عندما هاجرنا نحن.
العجوز : ولماذا هاجرتم؟!
الشاب : إنها قصة طويلة يا جدتي. والان اسمحي لنا يجب أن نكمل الطريق.
العجوز :براحتكم ساشتاق لكِ أيتها العجوزة.
هدى : أنا من ساشتاق لكِ يا جدتي.
قبلت المرأة ثم توادعوا واكملوا الطريق هدى في وجهها الف سؤال لا تدري كيف تفسره؟ من هذا الشاب؟ كيف أصبح ابن خالتي؟ وأنا من أين لي خالة؟ لماذا لم تحدثنا أمي عنها من قبل؟ والكثير الكثير من تساؤلات ولا جواب. هدى التي تعرف كل شاردة وواردة ولا يهرب منها معلومة فتاةٌ مثلها تحترم علاقاتها مع الناس كيف لها أن لا تعرف ابن خالتها ولا تعرف بوجود خالتها من الاساس؟ ما هذه التناقض؟ أنه لا من العجاب الغراب. ولكن لما العجب؟ أوليست هذه هي الحياة مليئةٌ بالمفاجأت لا شيء يبدو كما نراه كل قصة وخلفها قصة أخرى لا شيء كما نتوقعه مهما قلنا أننا نعرف اشياء نتفاجئ بأننا نجهل الكثير من الأشياء الأخرى. لا أحد منا يعلم كل شيء فالوحيد الذي يعرف كل شيء هو الله الواحد الأحد.
هدى :امي. ما اسم خالتي؟
ام هدى :هدى وهي التي سمتكِ على اسمها.
هدى :وانت ما اسمك؟!
الشاب :علي.
هدى : انت ذاك اليوم...
علي :أنا التي رفضتي مقابلته.
ام هدى :علي عزيزي لقد أخبرتني ابنتي بالقصة ولكن انت تعلم بطباع والدها.
علي :نعم خالتي أدرك ذلك أنني امزح معها.
هدى :كنت أعلم أنني اعرفك من مكان فصوتك لم يكن غريباً علي.
نعم تدرك وكيف لا تدرك فتاةً بصفاء قلبها ودهاء عقلها ما يجري حولها..

أنامل الحياة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن