مرت الأيام والأسابيع صعودا الى الشهور التي بدت كالسنين العجاف ،عايشها بصعوبة كلا من الثنائي العظيم ولا
ننسى تلاطم امواج علاقتهما تأثيرا على مارك وزوجته ،فقد تزوج ماركوس من صوفيا رسميا بعد مرور ثلاث اشهر على اختفاء الدموية من حياتهم ، اقام لها حفلة كبيرة في كنيسة سانت موريو الإسبانية فائقة الجمال ،
كل شيء قد تم بشكل رائع على نحو مثالي ، كان الجميع فرحا بقدوم تلك اللحظات ،
صوت الطلاسم والتلاوات التي ربطت الزوجان
الى الأبد بسعادة غامرة ،مع منظر المكان الذهبي وهو يعج بمصابيح كالنجوم مع شتى انواع الزينة الراقية والورود
المتباينة ،فرح صوفيا بوفاء رجلها لكلماته ووقوفه خلفها ، مع ابتسامته الشاسعة من القلب وهو يمسك رأسها ليقبله
بعد اتمام مراسم زفافهما الملكية ،ولكن الواقع كان يعكس شيئا خفيا كبلورة الحزن يكبتها كل فرد منهما مع جون وهو
العنصر الأساسي في تلك الملحمة ،كان صعبا عليه ان يضحك او يعبر بابتسامة عن سروره بهذه المناسبة ،
فقد آسره الحزن وتبدى بخلده حتى طغى على هيئته ، اصبح المشيب يتغلغل بخصلاته السوداء ولحيته ،
ذبلت صفراويتيه الحادة واختلفت ملامحه فصارت باردة وهادئة لدرجة مريبة ، كان يشغل نفسه بأعماله الكثيرة حتى
تحول الى سبر آلة الكترونية ، فلا سبيل للتوقف عن الافكار التي تلاشت كالبخار الحارق والهبت ذاتها متراكمة داخل عقله المزدحم ،
كان ينام 3 ساعات في اليوم الواحد والباقي يقضيه عملا او ارقا مرهقا ، جافاه النوم فلم يستطع الابراح عن نزاعه معه ،
طاب له ان يذهب في كل يوم خلسة الى اراضي اريزونا ليستمع الى صوتها ويبقي نظره مركزا على صغيره الذي كبر
حجمه مع ازدياد حجم بطن جاكس و ازدياد وزنها ، اصبحت تسير بتثاقل وتعب شديد كون الطفل لم يكن عاقلا بالرغم انه لم يخرج بعد ،
تبين لها ما سيصبح صغيرهما حين انقشاعه من بيته الرحمي ، كان كثير الحركة والركلات ،
كادت تشعر في احدى الليالي انه سيمزق مكانه ليخرج بهمجية ظريفة ، تغيرت كثيرا ، اصبحت اكثر جمالا وبياضا ،
وانتفاخا ايضا ، شعرها الاسود اضحى اطول مما كان عليه ، وقامتها قصرت بفعل حملها روحين داخل جسدها ،
أنت تقرأ
Masters war
Mystery / Thrillerالكره ، الحقد ، لذة الشعور بالانتقام في محطة من محطات الحياة ، هو جزء من الراحة ، لكنه جزء غير مكتمل بسبب ما يشعره القلب .