اسكريبتات بقلمي دنيا صابر

حب عبر العصور

"حب عبر العصور"
في 1799 ميلادياً

عشقتك برائحة الدنيا، لم تتحد معي الفرصه للبقاء في ذلك العصر ، الذي وضعني تحت ظِل قلبك ، ما أجمل العشق في زمنك هذا ، لا وجود للهواتف ، فقط البريد و الأماني و التحدث عن ظهر قلب.
في ليله من ليالى الشتاء ، في السادسة صباحاً ، تعلو أصوات المطر ، تنظر للنافذه بدقه ، كأنها تنتظر ، فماذا تنتظر؟
الأن ظهرت ملامح الابتسامه على وجهها ، ذهبت مسرعه تجاه الباب قبل أن يدق الساعي الباب ، هل تنتظر رساله؟
بل تنتظر الساعي و ليس الرسائل ، نظرت له بإبتسامه بلهاء
_أنسه دنيا البريد ده عشانك
_أستاذ يحيى انا ملاحظه إن حضرتك بردان و الجو فعلاً ساقعه ممكن تتفضل أقدملك حاجه سخنه
إلتف حوله ينظر يمينه و يساره
_صدقيني مينفعش الجو لبش اليومين دول الضباط الفرنسيين بقوا ماسكين فينا جامد
عبس وجهها الرقيق ، الذي يدل ملامحه على الحب.
_متزعليش يا دنيا انا باعتلك البريد ده مفهمك فيه كذا حاجه
نظر حوله مره أخرى
_أنا فعلاً لازم أمشي
تركها وحيدة عاجزة النطق او التعبير عن الشعور ، فقط أدركت أن والدتها خلفها ، بصوتها المخيف الصارم
_الساعي باعت البريد ده لمين يا دنيا
شهقت (دنيا) ثم وضعت البريد خلفها و نظرت لوالدتها بنظرة خوف
_البريد....البريد عشاني
_جايلك من مين
تتحدث معها كالنار الهادئه
_من واحده صاحبتي
_اقدر اشوفه؟
_ يا ماما كلام بنات بين بعض
سحبته من يداها بصرامه ، و نظرت لها بنظره ثقيله تملؤها حمم بركانيه ، فتحت تلك الرساله الغراميه التي كانت ..
"دنيا حبيبتي ، وحشتيني جداً و وحشني أيام المدرسه سوا ، لولا فراقنا كنت زماني جمبك ، الجيش الفرنسي بقا بيتلكك عالشعب و العمال اللي هما الناس اللي فالواجهه ، خاصةً زوج والدتك ، معرفش بيعاملني كده ليه ، الله يكون في عونك عايشه بين خونه و مقدر موقفك تماماً و نفسي أخلص من العمل تحت يد الفرنسيين و أخدك من البيت اللي انتي فيه ده و أنا مدرك جداً كمية المشاكل اللي بتواجهيها عندك . بحبك من يحيى إلى دنيا معشوقتي"

نظرت لها والدتها بِنارٍ هادئه ، ألقت بالرساله الغراميه في القمامه و خطت تجاهها خطوات و صفعتها.
_بقا مش عاجبه جوزي عشان ظابط فرنسي هه
_ماما حضرتك فاهمه غلط
قاطعتها بصرامه مرة أخرى
_اي رأيك لو الجنرال فرانك عرف الهباب ده
توترت و إنسرقت أنظارها في إتجاهه آخر
_على فكرة مش هيعملك حاجه هو ملوش دعوه بيكي لكن ليه حساب مع ..مع يحيى ده

_ ماما ارجوكي متقوليش حاجه للجنرال فرانك
إلتفتت لها بأعين غاضبه و صرخت في وجهها
_أسيب جوزي يتهان !
كيف لم تلجم لسانها و ألفتت بتلك الكلمات بصراخ
_انتي مالك مفتخره بجوزك ده كده ليه انتي ناسيه اننا مصريين؟ إحنا عايشين مع خونه فالبيت انا مش فاهماكي
_عاوزانا نعيش ذليلين؟
_ نعيش بكرامتنا بقت أسمها في قاموسك نعيش ذليلين؟ تتجوزي جنرال فرنسي و عاوزاني اسكت و افرحلك؟ بيقتل و يسرق و بيعمل حاجات كتير شنيعه و حابه عيشتك كده؟؟ في البيت الكبير اللي مليان فلوس حرام