22

1 0 0
                                    

🎈 *جنة الذكر* 🎈

الحلقة الثانية والعشرون

شرح.أحاديث.أذكار.النوم.tt

كان أبو صالح يأمرُنا ، إذا أراد أحدُنا أن ينام ، أن يضطجعَ على شِقِّه الأيمنِ  ثم يقول : " اللهمَّ ربَّ السماوات ِوربَّ الأرضِ وربَّ العرشِ العظيمِ ، ربَّنا وربَّ كلّ شئٍ ، فالقَ الحبِّ والنوى ، ومنزلَ التوراةِ والإنجيلِ والفرقانِ ، أعوذ بك من شرِّ كلِّ شيءٍ أنت آخذٌ بناصيته ، اللهمَّ أنت الأولُ فليس قبلك شئٌ ، وأنت الآخرُ فليس بعدك شئٌ ، وأنت الظاهرُ فليس فوقَك شئٌ ، وأنت الباطنُ فليس دونك شئٌ ، اقضِ عنا الدَّينَ وأغنِنا من الفقرِ "٠

وكان يروى ذلك عن أبي هريرة ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.

#الراوي : أبو هريرة | #المحدث : مسلم
#المصدر : صحيح مسلم

📑 #شـرح_الـحـديـث 📑

▪️يُوضِّحُ هذا الحَديثُ بعضَ آدابِ النَّومِ ، وما يُقالُ قَبْلَه من الدُّعاءِ ، وفيه يَقولُ التابعيُّ سهيلُ بن أبي صالحٍ : "كان أبو صالحٍ يأمرُنا إذا أرادَ أحدُنا أن ينامَ : أن "يَضْطَجِعَ على شِقِّهِ الأيمنِ" ، أي : أنْ يبدأَ نومُه في فراشهِ على جانبهِ الأيمنِ ، ثم يقولُ : "اللهُمَّ ربَّ السمواتِ وربَّ الأرضِ وربَّ العرش العظيمِ" ، أي: خالقَهم ، "ربَّنا وربَّ كلِّ شيءٍ" ، أي: يُعمِّم للهِ عزَّ وجلَّ خلقَه لكلِّ شيءٍ بعدَما خصَّه بخلقِ أعظمِ ما في الكونِ ، وهذا من جَميلِ الثَّناءِ على اللهِ عزَّ وجلَّ.

▪️"فالقَ الحبِّ والنَّوى"، أي: خالقَ الزُّروعِ والأشجارِ ومُخرِجَها من الحبِّ ؛ وهو بُذورُ الأشجارِ والنباتاتِ ، والنَّوى ، وهو بَذر النخلِ ، وهذا بيانٌ لعظيمِ قُدرةِ الله تَعالى.

▪️"ومُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ"، فالذي أنزلَ تلكَ الرِّسالاتِ هو المستحِقُّ للعُبودِيَّةِ والمتفرِّد بها وهو سُبحانَه الذي يُدْعَى لجَلْبِ النَّفعِ ودَفْعِ الضُّرِّ.

▪️"أعوذُ بكَ من شرِّ كلِّ شيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيتهِ- وفي رواية: مِن شَرِّ كلِّ دابَّةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتِها" ، أي : ألْجأُ وأستجِيرُ بك مِن أن يُصيبَني شرٌّ من دوابَّ أو من أحدٍ من خَلقكَ ، والناصيةُ : مُقدَّم الرَّأسِ ، وهي الجَبهةُ. 

▪️"اللهمَّ أنتَ الأولُ فليسَ قبلكَ شيءٌ" ، أي : القَديمُ بلا ابتِداٍء ، فيدلُّ على أنَّ غَيره حادثٌ بعدَ أنْ لم يكُن ، "وأنتَ الآخِرُ فليسَ بعدكَ شيءٌ" ، أي: الباقي بلا انتِهاء ، ويدلُّ على أنه هوَ الغايةُ التي تتجِهُ إليها جميعُ المخلوقاتِ رَغبةً ورَهبةً.

▪️"وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَك شيءٌ" ، أي : ظاهرٌ بذاتهِ فوقَ كلِّ شيءٍ ، وهذا يدلُّ على عَظمتِه واضْمِحلالِ كلِّ شيء عندَ عظمتِه. "وأنتَ الباطنُ فليسَ دونكَ شيءٌ"، أي: المحتجِبُ بذاتهِ فليسَ هناك من يُشارِكه في ذلكَ ، فيدلُّ على اطلاعِه على الخَفايا والسرائرِ ، ودَقائقِ الأشياءِ ، وأيضًا على كمالِ قُربهِ ، ولا يَتنافى الظاهرُ والباطنُ ؛ لأنَّ اللهَ ليس كمِثلهِ شيءٌ في كلِّ النُّعوتِ.

▪️"اقضِ عنَّا الدَّينَ" ، أي : ما كان مِن حُقوقٍ للهِ وما كانَ من حُقوقٍ للعبادِ ، "وأغْنِنا من الفَقرِ" ، أي : الذي يكونُ فيه السُّؤالُ وطلبُ الحاجةِ من الغيرِ.

👈 قال سُهيلٌ : "وكانَ يَروي ذلك" ، أي : كانَ أبو صالحٍ يَروي هذا الحديثَ، "عن أَبي هريرةَ ، عن النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم".

#وفي_الحديث :

1⃣ إثباتُ بعضِ الصِّفاتِ التي تليقُ بذاتِ اللهِ وجلالِه ، والتوسل بصفات الله تعالى في الدعاءِ.

2⃣ وفيه: عَظيمُ خَطرِ الدَّينِ ، والحثُّ على دُعاءِ الله تعالى أنْ يَقضيَه.

#جنة الذكر
*يتبع*
🌳🍀☘🌳🍀☘🌳🍀☘

🌳 جنة الذكر 🌳 " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن