46

0 0 0
                                    

🍄 *جنة الذكر* 🍄

الحلقة السادسة و الأربعون

*دعاء بعد الوضوء*

*اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ، واجْعَلْنِي
مِنَ الْـمُتَطَهِّرِينَ))*

- صحابي الحديث هو عمر بن الخطاب  .

قوله: ((التَّوَّابين)) جمع توَّاب، وهي صفة مبالغة، والتوبة هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعة الله تعالى.

قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط: أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني: أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً؛ فإن فُقِدَ أحدُ الثلاثة لم تصح التوبة.

وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي
فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حدَّ قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلَّهُ منها.

ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها، صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.

واعلم أن التوبة لابد أن تكون في زمن تقبل فيه؛ فإن تاب في زمن لا تقبل فيه لم تنفعه التوبة.

والزمن الذي لا تقبل فيه التوبة هو حين الغرغرة؛ لقوله ×: ((إن الله   يقبل توبة العبد ما لم يغرغر))([6])؛ والغرغرة هي: وصول الروح الحلقوم، وحين طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله  : ((من تاب قبل أن تطع الشمس من مغربها تاب الله تعالى عليه))([7]).قوله: ((المتطهرين)) جمع متطهر؛ صفة مبالغة، والطهارة هي النظافة ورفع الحدث أو إزالة النجس.

ولما كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب، والوضوء طهارة الظاهر عن الأحداث المانعة عن التقرب إلى الله تعالى، ناسب الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى:  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الـْمُتَطَهِّرِينَ ([8]).

#جنة الذكر

🌲🎄🌲🎄🌲🎄🌲🎄

🌳 جنة الذكر 🌳 " مكتملة "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن