أَحَدَ عَشَر

114 7 2
                                    

"أيُّ ثمنٍ باهظٍ يدفعهُ الإنسان

حتّى تتضحَ لهُ حقيقةُ نفسِه وحقيقةُ الأشياء؟.."

- الطيب صالح

..

أنتَ وعلى الرّغم مِن أنّكَ لمْ تكنْ البداية،
لكنّكَ تبدو كالنّهاية..
تشقّقتْ جدرانُ قلبي وتنفخّتْ الأوردة،
الهواء لم يعدْ يكفيني لأتنفّس..

تنساقُ أفكاري للعتمة،
تخضعُ لضياءِ وجودِكَ داخلي،
فتأتي ساعةُ الغَسق وعقلي مُمتلئٌ بك..

انظرْ إليّ..
لمْ أصبح أعقل بغيابِكَ ولا أكثر رشداً..
اختبلَني الحزن ففسَدْتُ وفسَدَ عقلي..

كفاكهةٍ عفنة بتُّ الآن، لن يلمسَني أحد،
لن يرضَوا بتذوقِ ولو قضمةٍ واحدة منّي..
كلّ ما سينالوه هو المرارة التي تملأُ طعمَ أيامي،
أو ملوحةَ الدّموعِ على خداي..

الأيامُ تتمدّدُ وترتخي أحياناً، فينمو لها أطراف،
الأيامُ تشتدُّ في حينٍ طويلٍ آخر، فتصبحُ الأطرافُ حادة، تمزِّقُ، تقطِّعُ وتجرح..

لا تلتفِتْ، إنَّ جروحَ النّفسِ تنزفُ أكثر..
تلوّثُ الروحَ والجسدَ معاً، وتشوهُ الصّفحات البيضاء بحروفٍ مُتكسّرة مُحمرّة..

حروفٌ وكلماتٌ حقيقتُها دمويّة، تتلاعبُ بالعقول؛
تصوّرُ الحزنَ بالألوان وأوراق الأشجار،
بالمطرِ والغيومِ الرّماديّة،
وما الحزنُ إلّا جبلةٌ من الطّينِ الأسود،
مستنقعٌ نتِنٌ يبتلعُ مَن يخطو بداخِلِه وحيداً،
أنفاقٌ قديمة تحتَ الأرض ملوّثة بكلِّ ما هو كريهٌ وقَذِر، لا يسكنُها بشر..

ومع كلّ الذي حصل، ما زلتُ لا أعلم،
أنا أم أنتَ السّبب، لمثلِ هذه النّهاية
التي تندفعُ بحَميّةٍ لتحتلَّ قصتي..
لربّما تعلّقي بكَ كانَ السّبب لِـ عاقبتي..

كفاكهةٍ محرّمة، لن يرتكبَ ذنبَ معرفتي أحد..

5:26 am

..

4:44 amحيث تعيش القصص. اكتشف الآن