عِشْرُوْن

114 6 2
                                    

"كانَ حائراً متعباً، كانَ يريدُ أن يقول أشياءَ كثيرة، وكان يريد أنّ يبقى صامتاً.."

- عبدالرحمن منيف

..

لم أكنْ أعلم
أنّ صمتي يحملُ نقصاً كبيراً، فجوةً ستتسلّلُ منها تلكَ الأسئلة..

مرّت الأيام ولم أكنْ أعلم
أنّكَ ستسألُ عن حالي بتلكَ البساطة..
أنّكَ ستحدّثُني بهذه الرّقة..

لم أكنْ بخير..
كنتُ أحاسبُ نفسي وأقسو عليها..
كنتُ أشعرُ بأنّي أُشبِه جَمْعَ الأشياءِ الخاطئة التي تجوبُ العالَم..

لكن، هل أعيشُ داخلَ فقاعةٍ مِن الوَهْمِ والكَلَم؟

قلتُ لكَ أنّي جيّدة..

وإنْ تجاوزتُ أيضاً، فَلمْ أكنْ يوماً جيّدةً لنفسي،
كيفَ سأكون جيّدةً لكَ مرّةً أخرى!.

انتظرْ لحظة.. هل أنتَ مُتذبذبٌ أيضاً؟

لا، لا أريدُ أنْ أسمع أو أنْ أفكّر أكثر..

سهلَةٌ مِن أجلكَ، نعم.
مَهووسةٌ، مُتقطّعة، نعم.

لكنّ الخوفَ داءٌ يجعلُ الحبَّ النّقيَّ مُجرثماً وساماً..
كمرضٍ عُضال، إنّه يقتلُ الحبَّ بهدوء، كَـسمٍّ بطيءِ المفعول، يتوغّلُ داخلَ القلوبِ الزّاهية حتّى تتشقّق..

حبّي لكَ مزمنٌ مليءٌ بالألم..

الصّلاح يبدَأُ مِن صَلاحي..
هل سأتحسّن؟

إنّ الطّحالبَ تنمو حولي..
انظرْ إليّ، راكدةٌ في مكاني وأنتَ مواظبٌ على التّنقّلِ والسّفر..
تسحبُكَ المياه بعيداً لِخفّتك، أمّا أنا فصخرةٌ تستقبلُ لطماتِ الأمواجِ بقلق..

صخرةٌ تحنّ لمَن حطّ عليها وعبَر..

أريدُ أن أتفتّتَ وأتحلّل حتّى لن يزورَني طيفُ عينيكَ التي تُشبه السَّحَر..

11:39 pm

..

4:44 amحيث تعيش القصص. اكتشف الآن