تِسْعَةٌ وعِشْرُون

37 2 0
                                    

"كنتُ أَريد أَن أُجدد نفسي، أن أبدو إنساناً لا علاقة لهُ بالحزن.."

- عبدالرحمن منيف

..

لا تكن ضحية..
لا تكن منقاداً..
لا تلم الظروف فقط، انظر جيداً بداخلك وأصلح نفسك..

أعلم هذا، أعلم هذا جيداً بقدْرٍ لا تدركه ولو قليلاً، لم يكن المحيط يوماً مشكلة..
كنتُ ضحيةً لنفسي دوماً، مهما حصل كنت أعلم عميقاً بأني مقصرة، بأني السبب..
لكني لا أريد أن أخسر، لا أريد أن أخسرك..

تقتلني حكمتك أحياناً، الكلمات التي تقولها تبدو وكأنها نبتت داخلي منذ قرون، تبدو وكأنها نشأت معي لكنها لم تخرج من فمي أبداً، لمَ أشعر بكل هذا التوافق الآن! بعد أن ملأتُ نفسي بالندوب، لمَ أشعر بأني أستيقظ من سُبات!
تأتي تخبرني بما يختلج في عقلي دون أن أشعر، تجعلني أشعر..

لطالما كنتُ هكذا، لا أعرف كيف أبدأ، لا أهُمّ بالخطوة الحاسمة، الخطوة الأولى، نحو شيءٍ صعبٍ مثلك، وحدي..
بتّ أشعر بالشجاعة أكثر الآن، أفكّر حول الإنسان بمنطقية أكبر، لكني لا أصل عقلانيتك أبداً..
لماذا نفسي لا تكفيها الأسباب! أخبرني..
أريد أن أشكّل مساري، لكن كيف سأعبر الطريق الصحيح ونهايتهُ ليست أنت؟

ومع هذا..
لقد نجحتَ بإصلاحِ بعضٍ من اعوجاجي،
ها أنا أدعُ عقلي يفكّر بما رماه قبل أعوامٍ طِوال..
أخرج أمشي أرقص أبتسم لك وأشعر بأنّي سأكون على ما يرام..

وفي المساء..
أعود أستلقي أنهض أدور وأرمي بك على أوراقي بعصبية ثمّ بهدوء أُشكّلك بالألوان..

2:05 am

..

4:44 amحيث تعيش القصص. اكتشف الآن