سَبْعَةَ عَشَر

76 5 6
                                    

"‏أنا يا صديقتي أعاني مِن نفسي..

هجرتُكِ كي لا تُعاني أنتِ أيضاً مِن هذهِ النّفس الغريبة.."

- نايشوكوف

..

هل وبالمصادفة كنّا نلعبُ لعبةَ الثّلجِ والماء؟
حيثُ استطاعَ الجميعُ العودَة لأصلِهم،
ذابُوا وانخرطُوا مع الحياة
وتجمّدتُ أنا للأبد!.

كيفَ يكون الذّوبان هو أصعبُ ما للثّلجِ أنْ يفعله!
في وسطِ هذا الحرّ!

سالَ جسدي وسالتْ كلماتي..
انهمرتْ أفكاري بغزارة وتفجرتْ كالعادة كينابيعِ الرّبيع..
لكنّي فقط أستمر بالتّماسك والتّجلّد وكأنّ الصّقيعَ هو كلّ ما يحيطني..

أشعرُ بأنّي فقدتُ السيطرة على نفسي..

'أنا أفكر، إذاً أنا موجود..' هو محضُ هُرَاء..
لم يعدْ للفلسفة أيّ مَنطِق!.

أريدُ أنْ أعيش لا أنْ أتنفس..
تبدو حياتي وكأنّها توقفت..

العِلْمُ للأحياء وأنا كالموتى..
لا إنجازَ ولا مُحتَفى..

قد جربتُ إحدى الوصفات وتجاهلتُ أفكاري المزعجة
لكنها لمْ تأتِ بنتيجةٍ مُرضِية..
وكأنّي لستُ حقيقيّة..
وكأنّي أتجاهلُ كينونَتِي وأعيشُ كشخصٍ آخر..

أَتعلم..
لقد كنتُ أثقُ بكَ قبلَ أنْ أثقَ بنفسي..
رأيتُكَ كشخصٍ مُتفهمٍ مُنفتح..
أخبرتُكَ عن مكنوني بشجاعة مع جميع مخاوفي بشأن ابتعادِكَ عنّي بعدها..

لكن كيفَ كنّا وكيفَ أمسينا!.
أخسركَ أمامَ عيناي ويدايَ مقيدة..

كيفَ كنتُ وكيفَ أمسيت!
أنا التي قيدتُهم..

أنتَ لم تعدْ أنت..

لم أعدْ أقدرُ على البوحِ لكَ بشيء..
خوفاً من نظرتِكَ وحُكمِكَ عليّ..
خوفاً عليكَ من أفكاري المزرية..
خوفاً من نفسي الحاليّة..

مَن أنا؟

2:53 am

..

4:44 amحيث تعيش القصص. اكتشف الآن