تِسْعَةَ عَشَر

83 5 6
                                    

"‏عندما تهبُ أحداً قلبكَ بالكامل، ثم تكتشف أنّه لا يرغبُ فيه، عندها لا يُمكنكَ استرجاعُه، إنّه يضيعُ للأبد.."

ـ سيلفيا بلاث

..

الجدارُ أمامي والوحدةُ تنعكسُ عبرَ التّشققات عودةً إلى روحي، عينايَ تناظرهُ بِسكون، أفكّرُ وأتذكّر..

كلماتٌ كحدّ الورقة وقعَت على مَسمعي..
لكنّي هشّة وها أنا ذا تمزّقتُ أكثر..

هذا ما صنعتهُ يداي وما طلبهُ فمي..
إثباتاتٌ على مكانتي، على مَن كنتُ لكَ ومَن أنا الآن..

ردودٌ مُتعجّلة، غير مُمحصة، لم تحملْ طابعَ الصّدق وإنّما تكوّنَت بِجُبن، تخرجُ مع السَّآمَةِ والتّعب..
هكذا رأيتُكَ، وهكذا فهمتُ بأنّي لمْ أعد سبباً لابتسامَتِكَ أو مَرجِعاً لراحتِك..
وهل كُنتُ؟

لقد كُسِرَ شيءٌ ما بيننا عندَ هذه النّقطة..

الصورة التي رسمتُها عن نفسي وعلقتُ بها طويلاً دونَ القدرة على الفرار منها،
هربَتْ منّي الآن،
تركَتْني كصورة مشوهة تُحاول نسخَ أصلِها..

أَمَا مِن أحدٍ هنا لِيخبرني مَن كنتُ؟ هل أحببتُ؟ هل ساعدتُ؟ هل وَاسيتُ؟

إنّي ألصقُ في الجرائد صورةً قديمةً عنّي،
يائسةً أطلبُ وأسأل، إنْ وَجدَ أحدهم هذا الشخص المفقود ليتَـهُ إليَّ يدُلَّني على هذا الرّقم..

تعثرتُ ووقعَ القلم، أَتُراهُ طريق الحريّة أمْ هو قيدٌ آخر!

كنتُ لِأُنهي الأمورَ بيننا لكنّ خاتمتنا ستغدو مُقزّزةً مُزرية هكذا بعدَ كلِّ ما مضى..
وما الذي مَضى؟

بدني يرتجفُ بصمتٍ وخَدر أسفلَ ثِقلِ هذه الأيام،
شديدةٌ هيَ عليَّ وهناك ندمٌ شوقٌ وأسَف..

لمَ فقط محاولاتي بالإصلاح تخرّب الأشياء أكثر؟
اليدُ كأنّها ملعونة والعقلُ مُتكدّرٌ بالسّقم..

أينَ هي صوري القديمة؟

ما أدركُه الآن هو أنّني مملوءةٌ بالكلام، الكثيرُ مِنه،
والذي لم أنطقهُ يوماً..
أنّني مملوءةٌ بالشّعور، الكثيرُ عنكَ،
والذي سأصمتُ عنه للأبد..

2:22 am

..

4:44 amحيث تعيش القصص. اكتشف الآن