خَمْسَة

107 9 0
                                    

"حدّقَ النّاس في الطّفلِ الصّغيرِ كما لو أنّه كانَ غبيّاً أخرس..

بكلِّ وقاحة يقلقُ البالغون عليك بعدَ أنْ داسوا ومزّقوا وجعلوكَ تسقط.."

- بانغ يونغ كوك

..

في بقعةٍ من الحيرة والتساؤلات..
في واقعٍ هشِّ جدرانُه متزعزعة..
لا أعلمُ ما أشعرُ بهِ الآن جيداً..
لا أعلمُ كيف عليَّ وصفهُ وخطّهُ هنا..

كلُّ ما دارَ بيننا لحدِّ اللحظةِ الحيّةِ التي أعيشُها على سريري -بعدَ عدّة أيام مُتعِبَة- يدورُ ويصرخ في ذاكرتي..
كلُّ أيامِنا وأحاديثِنا تفقدُ نكهتَها المُحبّبة إلّا مِن قلبي..

إنّني مملةٌ ومعقدةٌ بشكلٍ يسلبُ الرّوحَ بهجتَها..
أبحثُ في عقلي عن ذكرياتٍ لنا كنتُ قد منحتُكَ فيها بعضَ المتعة والسّعادة ولكنّي لمْ أجدْ أكثرَ مِن واحدةٍ أو اثنتين، وكأنّ عقلي تمّ إفراغُهُ منها ثم غسلُهُ وتمشيطُه..

لقد اعتدتُ وجودكَ بقربي، نظراتكَ نحوي، أحاديثكَ معي..
ولكنْ في الأيامِ القليلةِ السّابقة التي رأيتُ بها الجميع دونكَ،
شعرتُ بكمٍ هائلٍ من التّعب والنّقص..
رغبتُ بدخولِ غرفتي دونَ أنْ أبرحَ مكاني بعدها..
تمنيتُ أنْ أختفي فقط من حياة الجميع..

لقد علمتُ عندها أنّني لم أعدْ أصلُحُ للخوضِ في المجتمع..

سأنزوي على نفسي على حافة الحياة وأبقى لوحدي..

إنّه عالمٌ قاسٍ قائمٌ على قوانينِ الكِبار لا يلتفتُ لآلام الأطفال ولا تهمّهُ معاناةُ الشّباب..
ومع هذا فالكلّ يتخبّطُ ثمّ ينحلُّ ويتماهى..

هذه القوانين جعلتْ للخوفِ كياناً يتمدّدُ ويتكاثر..
القلقُ تجاوزَ نفسَهُ وحدودَهُ القديمة وسيطرَ أكثر على نفسي الأقبح الجديدة..

اِعذرْ لي سوئي ونقصي..
لم أعدْ أجدُ ما كانَ يثبّتني ويجمعني بكَ..
كيف كانَتْ أيامُنا؟.. لا أعلم..

وأنا أمزجُكَ مع أفكاري وألوّنُ أيامي البيضاء بوجودِك، أشعرُ بأنّي لم أقدم ذرّةَ مراعاةٍ حتّى، مع كلِّ محاولاتي بأنْ أراعيكَ دوماً..

هكذا فقط، بتّ أفقدُ نفسي بجانبِ ثقتي..
كما أفقدُ شعوري بالنّكهة الجميلة التي كنتُ أجدها بيننا..

إنّي آسفة جداً على منحكَ هذا العبء وهذه المشاعر الغريبة أو الصعبة..
إنّي آسفة لأنّي انفتحتُ نحوكَ بشكلٍ يجلبُ لكَ التّعب..
إنّي آسفة إنْ أحزنتُكَ يوماً..
إنّي آسفة لأنّي أتأسف منكَ الآن على ورقاتي التي لن ترى نورَ الشّمس..

5:20 am

..

4:44 amحيث تعيش القصص. اكتشف الآن