4:44 am

اِثْنَان

‏"يا صديقي إنّ قلوبَ النّاسِ مُكتظةٌ بأمورٍ يجهلُها حتّى أعزُ الأقرباء،

فَمُرّ هَيّناً.."

- جلال الدين الرومي

..

الآن هذه اللحظة قد لا تحملُ أيّ معنى لديك..
لحظة كَـكُلِّ اللحظات التي مرّتْ بيننا بسهولة..
ومع هذا فهي تبقى سامية، مميزة لديّ،
كما الكثير من اللحظات التي مرّتْ بيننا بثِقَل وتركتْ آثارها..

تلك النّظرة التي تنظرُها نحوي بانسيابيّةٍ كالأجَل..
والنّظرة التي أنظرُها نحوكَ بهدوءٍ مُستَكين..

أيجبُ عليَّ أنْ أعتادَ على مثلِ تلكَ اللحظات؟..

لا يوجدُ شيءٌ سِوى الخوف بعدَ ذلك النّفسِ العميق..
أزفرُهُ بارتجاف لكن بعيونٍ مُستقرّة..

وإنْ كان الهواءُ المألوفُ يلفّ جسدي..
أشعرُ بغرابةِ هذا الأمرِ كلّه..
أشعرُ بأنّي داخل إحدى أوهامي..

اللمعانُ البرتقاليّ يتلألأُ على خدَّيك..
الأرجوانيّ يسودُ السّماء..

أخشى أن أغلقَ عيناي لأعاودَ فتْحَها على واقعٍ آخر..
أخشى أن أغلقَها فيغدو الواقعُ مُتكسّراً أتعثّرُ بحوافهِ وأقعُ في ماءِ النّهر..

البرودةُ تحومُ حولَنا ونحن نتأمّلُ الأجواءَ الملوّنة تصبحُ عاتمة..
الرّيحُ تحرّكُ أفكارَنا..

سرمديّةُ تلكَ اللحظات تدخلُ قلبي..
أعلقُ في مثلِ هذا الوقتِ وللأبد..

الذّكرياتُ تستمرُّ بالتّجوّل في عقلي..
يختلقُ هو الآخر العديد من السّيناريوهات والأحاديث التي لمْ تُقال..

نقفُ هنا معاً لوهلة، هذا ما نحنُ عليه،
روحٌ هادئة وأخرى يتخلّلُها الخوف..

ستنتهي هذه اللحظات والأسى داخلي سيؤبدُها..

ستنساها أنتَ بسرعة..

6:17 pm

..