الفصل العشرون ....
....
ما أَنبلَ قطعَة السُّكرِ حينَ أعطَت الشَّايَ كلّ ما لدَيها ثمَّ اختَفَت.
....
حطام ماضي نبني بها المستقبل أملين في غدٍ يفرح القلوب ويزيح عتمة الماضي .. ولكن هل يختفي ألم و حزن الماضي ويتبدل ..؟!
لو كان الامر هكذا فهل كان يبتعد عنها .. لو كان الامر بهذه البساطة لـ ارتمت داخل احضانه متناسيه الماضي ، هاتفه بأعلي صوتها بانه زوجها ، شقيقها ، حبيبها ... فهي بألاول والاخير طفلته المشاغبه تربية يدة مثلما يقولون ..جالس يمسك بيده ألبوم صور يجمعه بيها منذ ان كانت صغيرة وهو يعشق تصويرها تاره بمفردها وتاره معه لطالما كان عاشق لها فـ حتي اسعد واتعس لحظاته معاها كان يحب ان يدونها بدفتر خاص به لا احد يعلم عنه شيء ..
هتاف صغير من الخارج هو ما جعله يترك دفتره ويهرول لصاحبة الهتاف ...
خرج من داخل منزله ليراها واقفه امامه بكامل زينتها وحسنها الذي يأخذ عقله .. تقدم منها ببطئ وعينيها تقوم بمسح شامل عليها ..
_ خارجه ..؟؟
نطق بها في شده فهو منذ ان جاء ، سكن بتلك المنطقة لم يراها تغادر قط ..
_ اهاا محتاجة اخرج .. تحب تيجي معايا؟!
قالت جملتها علي استحياء وهي تتضرع من داخلها ان يوافق وبالفعل لم يخيب ظنها حين اومأ قائلاً :
_ دقايق هلبس واجيلك علطول ........
_ أبن اختي اتخطف وانت هنا مش حاسس بحاجة ..!!
صدرت تلك الكلمات من فم بسمة التي اقتحمت غرفة مكتب "كنان" دون ان تتطرق الباب كعادتها تتصرف وكأنها هي صاحبه والمنزل وليست مجرد ضيفه غير مرغوب بها !!!
نظر لها كنان بحده فهو لم ولن ينسي حديثها بإخر مرة ، او ينسي حالة الاكتئاب الشديدة التي تعرضت لها مكة علي يديها ولذلك
ضحك كنان بسخرية و هو يضغط على قبضة يده قائلا بسخط :
_ ابن اختك مين معلش ... ابني؟!!!اومأت بعنف وهي ترشق مكة بنظرات غاضبه فهي راتها وهي داخل احضانه
_ ايوا ابنك عز يا كنان باشا ..عز الي خدته من حضني وروحت خليت مرات ابوه تقسي عليه وتربيه وفي الاخر الولد محدش شافه من امبارح و البواب بيقول خرج مع الخدامه لوحدهم ...!!أمسكت مكة يديه بكلتا يديها التي بردتا فجأة من فرط خوفها و هي تتذرع إليه بملامح مشدودة ، مليئة بالقلق و هي تقول بإضطراب :
_ كنان ... الكلام ده مش صحيح هو كان معايا انهاردة و شوفته الصبح قبل ما اخرج ..!!!علّق كنان بهدوء بينما لا يزال يتكئ على الحاجز و يحضن بطن يديها :
_ عارف يا مكة .. عز متخطفش عز الخدامه خدته علي فيلا عمه زياد عشان هيطلع مع سلمي شرم يغير جو ...