الفصل السادس عشر ...
.....
الـحزن لا يغـيّر شيئاً ولا يحلّ أمراً ، فقط يفسد حياتك ، ويجعلك واقفاً في نفس المكان لا تتغيّر ، حاربْـه بحسن الظنّ بالله ثم بقوة إرادتك ..
...
عندما تصل الي اعلي درجات العشق اعلم بانك علي حافه الهاوية ، امامك خيارين اما ان تتراجع وتفر هارباً محتفظاً بقلبك اما ان تتشجع وتلقي بذاتك ، وعندها سوف يحدث شيء واحد قلب نابض يتمسك بك ، يخاف عليك فيحميك من صدمة الوقوع او قلبٍ هامش لم يكن قوي كفايةٍ ليتحملك ...
مرت سنتان منذ اخر لقاء بينهم عندما سرح امام الجميع بقلب شجاع انها أمرأته وحبيبته ، لكن بعد ذلك لم يكن شجاع ليحارب اكثر من ذلك وهي ايضاً لم تكن قوية اطلاقاً بل هاشه ضعيفه بمجرد كلمة تجهش باكية وكأنها طفل ذو خمسة سنوات يتعلم كيف يختلط مع اناث اخري ...
هي صدمها كلامه وكلام والدتها و ابيها .. رأتهم علي حقيقتهم رأت شبيه والدها ، رأت ظل شقيق كانت تحتمي به ، رأت قلب اخر كانت تتخيل بأنه يكن لها مشاعر اخوه استدركت فيما بعد انها لم تكن موجوده اطلاقاً ....
جالسه منذ الصباح بمنزل شقيقها " انس " الذي انتقلت اليه منذ سنتان رافضه جميع عائلتها هي ادركت كل شيء و استوعبته جيداً ولكنها ضعيفة امام ذلك الطوفان من الحقائق ..
لملمت شتات ذاتها بمفردها و تحلت بقوة واهيه بمفردها فقط ما يؤنس وحدتها كلبها المطيع الذي اصبح مثل ظلها ، لا تستطيع العيش بدونه .. بعد كل ذلك لم تجد سوي حضن شقيقها الذي اكتنفها داخل احضانه هامساً بأذنها قائلاً " ارمي همك علي كتاف اخوكي قادر يشيلها عنك "وبالفعل رمت بكل شيء فوق اكتافه وكان خير سند احتوي ضعفها و احترم صمتها الدائم ، ارسلها الي منزلة الذي يقبع بمنطقة " الجونة" وهناك وجدت الهدوء و الرخاء ... كان يأتي لها من حين الي اخر حتي يطمئن عليها ثم يغادر وهي تتقوقع داخل حجرتها حيث ذكرياتها برفقة الياس الذي لم يحاول طيلة تلك الفترة ان يواجهها مرة واحده بعد اخر مرة تركها فيها .. تلك المرة مضي واخذ قلبها معه اخذ قلبها مع همسه معذبه همس بها تتردد كل يوم بعقلها " انا ماشي وسايب روحي وقلبي معاكي .. انا مش ضعيف بس محتاج استعيد قوتي عشان اسرق حزنك و قلة حيلتك وارجعك نبض الياس تاني "
.....
" انتي جايه هنا عشان انصحك كـ سليم صديقك ولا سليم الدكتور "
صدح صوت سليم يريد ان يعلم هي ماذا ... تريد استشارته كـ صديق ام كطبيب نفسي ..
_ كـ صديق يا سليم .. !!
نظر لها ثوانً ثم نقل بصره ناحية صورة زوجته الرائعه "مروج " ، رغماً عنه شردت عيناه بها ولكن رغم شروده تحدث قائلاً
_ عارفه انا اتعرفت علي مروج ازاي ..؟!