اقتباس من روايتي الجديدة ضيفوها للمكتبة هتنزل كاملة بأذن الله🧡🔥
اسمها : دعجاء العينين...
داخل احدي قريّ البدو وبالاخص على اطراف مدينة مرسي مطروح كانت جالسة واجمة فوق سريرها تحاول ان تفهم لما جلبها الي هنا .. هي تعلم ان تلك العصابة ليست هينة وتعلم بأنها في عداد الموتي وان لا مكان امن عليها الا هنا بالتحديد داخل قبيلة يحكمها والد والدتها الشيخ " قُطب " ولكنها لا تريد حمايتهم لا تريد ذلك المكان الذي تشعر به وكأنه يزهق روحها ببطئ .. كيف يمكن لها ان تشعر هكذا فقط لان والدتها هي سيدة تلك القبيلة ...
اغمضت عينيها للحظات ، ثم انتصبت واقفة متجه ناحية جهاز صوتي قديم ، بداخلها تتمني بشدة ان يعمل معها فهي بحاجة لاخراج الطاقة السلبية التي بداخلها حتى تتفادي التفكير في مقابلة والدتها الكارثيه التي حدثت منذ قليل ..
لطالما اعتبرت الرقص دواءً لروحها المعطوبة ، لأن الرقص الشرقي لم يرتكز يوما على اغراء الجسد ، انما هو ملحمة ثورية تتضمن الكثير من الحزن و الغضب و الحنين ، فن يتجسد في حركاتٍ منفعلة ، عصبية و منتفضة عاكسة للعواطف التي تثور في الوجدان من الداخل ...
و هي صدقا كانت تفعل أي شيء يملئ لها وقتها حتى لا تجلس وحيدة بين جدران الماضي لكي لا يطبقون على انفاسها ، لقد كانت تحتاج للهواء ، تحتاج للراحة النفسية ، تحتاج للتنفس بسكينة لتشعر بالاسترخاء ...تمايلت بخصرها يميناً ويساراً بخطوات مدروسة وكأن من ترقص تعلم كيف تُمرن جسدها وتعطيه الاحساس بالسعادة ، النشوة ، الحماس ..
انحنت بخصرها للاسفل ببطئ مهلك ، ثم صعدت بخفة للاعلي رافعه احدي ارجلها فوق الاخري ، اصبحت تدور وتدور بقدم واحدة فـطبيعة جسدها المرن دوماً كان يساعدها بذلك ...
_ مخدتيش مني قوتي بس لا كمان خدتي مني حاجات كتير أولهم مرونة الجسم الي مش متوجده عند ناس كتير .. مهما عملتي هتفضلي بنتي .. بنت غزال ..
ألتفتت لها بحدة تتطاير على اثرها خصلات شعرها الغجرية فأعطتها مظهر قوي .. ثائر مثل اسمها تماماً
_ لعنة هتفضل طول عمرها ملازماني وهي اني بنت غزالتوقفت عن التمتمة و هي تنفث انفاسها الحارة بقوة محاولة أن تتمالك نفسها حتى لا تضغط على قلبها أكثر من طاقة تحمله من شدة حنقها على والدتها بينما لا تزال تتوعد عدي في سرها مجعّدة انفها بضيق من مجرّد التفكير فقط بشخصها وانها مثلها مثل والدتها :
_ عدي سبق ووضحلك وجودي هنا والي هو غصب اصلا فـ متحاوليش انك تقربي مني بشكل من الاشكال وتلعبي دور الاماقتربت منها غزال ، وقفت امامها مباشراً ، ثم انحنت قليلاً حتى تستطيع النظر داخل اعين ابنتها
_ اسم غزال هيفضل ملازمك ليوم الدين يا بنت بطني ويوم القيامة هينادوكي بأسمي يعني لا مفر فـ متهربيش من الحقيقة دي .. انا هنا ست النجع ده والي هتقل مني عقابها زيه زي اي واحده هنا و مادام انتي طالبه ان معاملتك تبقي زي الغُرب يبقي احترام غزال اول حاجة تحطيها في دماغك ...، لو خلصتي فقرتك اسبقيني على تحت عشان تاخدي ضيافتك ومن هنا ورايح وطول منتي في حمايتي اسمي ستك غزال مش عجبك يبقي انطقي الاسم التاني والي انتي عارفاه كويس فهماني يا بنت غزال ...كالعادة انهزمت شر هزيمة امام طغيان والدتها ، لم تستطيع ان تنطق بكلمة فـ والدتها معروفة بقوتها و جحود قلبها الذي لا يميل ابداً لأحد ..
....