رصاصةٌ واحدةٌ.. حسمَت مُستقبلًا!

298 35 44
                                    

« إلى أمِي.
سلامًا عليكِ يا مَن تقرأ رِسالتي، كيف حالكِ؟.
أيّا أمي، أتعلمين ماذا يُصادف هذا اليوم؟.
إنه يوم ميلادي في تاريخ السادس عشر مِن الشهر الأول، ماذا يُصادف اليوم كذلك؟ أجل.

إنه الذكرىٰ العاشرةُ لإعتقاله.. لإستشهاد والدي.
أتذكرين تلكَ الحَادثة؟.
كانَ بالنسبَة لِي وَ كأنهُ مشهدٌ سِرمديٌ مِن حلمٍ يُعيد نفسهُ أمَام عَيني مِرارًا.

أتحدثُ عن ذلكَ اليَوم الّذي جَاء فيهِ رِجالٌ مِن الجيشِ مُرادهم إعتقَاله، حَاولَ الهرَب مِنهم، لقَد كَان بريئًا!.
هَل إسترجَاع البلادِ مِن يَد المُحتل تُعد جريمةً يا أمَاه؟ هل مُحرمٌ أن نعِيش في بلدٍ حُرٍ مُستقل؟.

تلكَ الرصَاصةُ التي أردتهُ صريعًا يُقاوم للبقاءِ حيًا مُتمسكًا بروحه، أنىٰ لطفلٍ في السّابعة تحّمل ذلك؟.

أقسمتُ على أن دِماءَ والدي لن تضِيع هباءًا، و تأكَدي يا أمِي بأنِي سَأنتقِم، سَأخذ بحقكِ و حقِ أبي و حقِ وطنِي، سأَستعِيد بلَادي مِن المُحتل، تضحياتُ أبناءِ الوطَن لَن تضِيع هباءًا!.

صرخةُ جُنديٍ صغيرٍ يقبل " أنَا إبنُكِ يا بلَادي و سأستعِيدكِ و لو بعدَ مرّ الزمان!. "

- الرِسالةُ الأولىٰ.»


١٦، ينَاير، ١٩٨٦م.


~~~~~

أول قِصة أكتبهَا علىٰ هَيئة رسائل.
- التَحديث يَوميًا.

رصاصة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن