أحد عشّر؛ أسِيرٌ.

39 20 15
                                    

« إلىٰ والدتِي.
أتذكَر كثيرًا دُروس التَاريخ التّي كُنا ندرسُها..
يَقول لكَ أن الحَرب فِي تلكَ الدولةِ بدأت فِي هَذا العَام و إنتهَت فِي ذَاك العَام.

و تِلك المعركةُ بَدأت فِي هَذا التارِيخ و إنتهَت فِي ذَاك التَاريخ، و يُعطوننَا الأسبَاب،
أسبَاب بِدايَة الحرب و أسبَاب نِهايَتها، عددَ الشُهداءِ و أسمَاء أشهرِهم أحيانًا و فِي العادةِ تَقول المُعلمةُ أن العددَ غيرُ مُهم!.
فِي النهايةِ ننسىٰ تلكَ الدُروس التي لاطالمَا كرهَ الجمِيع حِفظها.

لو أعثُر علىٰ مُعلمتِي تِلك الآن لقُمت بمُقاضاتِها، كيفَ لَا يكُون العددُ غيرَ مُهم؟ هل موتُهم ضاع هباءًا؟.
كان مِن أقل واجباتنَا لهُم كِتابةُ أسماءهم جميعًا و حِفظ قصصهم كأقَل شُكرٍ و تقدِيرٍ لَهم!.
عرفتُ لِمَ أنتِ يا بلادِي عَلى هذهِ الحَال.

هَل سَنكُون نحنُ كذلِك؟ بعد عددٍ مِن السِنين، هل سيُمسك أحدُهم بكتَاب تُذكر فِيه هَذه المعركة؟ هَل سيقُول " تبًا لهذَا التَاريخ عَديمِ الفائدَة! " ؟.

لقد كُنت فِي إحدىٰ المرَات عَلى شُرفةِ نِهاية اليومِ الحَادي عَشر مِن الشَهر، هجمَ علينَا العدّو.

وَ قَد تَم أسرِي يومهَا.

- الرِسالةُ الحَاديةَ عَشر.»

رصاصة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن