دومًا مَا كُنا نَسمعُ عِبارة لبعثِ الآملِ ألا و هيّ " الضَوء فِي نِهاية النفَق ".
كُنت أقولُ بأنهُ قِطارٌ سريعٌ سيصدِمُك. حقًا صَدمنِي!.عِند لحَظاتِ تَنفيذِ الحُكم تَم الهُجوم بواسِطة كَتيبةٍ مِن الجَيش عَلىٰ تِلك السَاحةِ، بدايةً أصواتُ رصاصٍ ثم صرخاتٌ مِن القابعِين بجانبنَا.
وجدتُ نفسِي أُنقلُ بينَ ذِراعي شابٍ عرفتهُ فورًا
" أسرِع يا مُهند و إلحق بي! لقَد حررنَا المَدينة! حمدًا لله علىٰ سَلامتك!." قالَ سليمٌ شقيقُ إيمانَ و الذّي هُو جُنديٌ فِي الجَيش.لَم أستَوعِب مَا قالهُ حَتىٰ رَأيتُ رَايةَ الثُّوَارِ تُرفرِفُ عَاليًا و النَاس تهتُف فرحًا.
هَل أنَا فِي حُلم؟ أوهَل تحررتُ حقًا؟.قرصتُ نفسِي مُتأكدًا أنني لَا أحلُم!.
هدَأتْ مُنذ ذلكَ اليَوم الحَربُ فِي البلَاد، حقًا إنّ ذلكَ اليومَ كَان سعادَة عَلىٰ قُلوبنَا.
سُمح لنَا بالعَودةِ لمنازلنَا فإنطلقتُ مِن فورِي له، وَ فِي صَباح اليومِ السَادِس عَشر أنَا أقفُ أمَام بابِ منزلِي.أمِي تحضننِي دافنةً رأسِي فِي صدرهَا و كأنهَا تُريد أن تحفضنِي بينَ ضُلوعهَا، أشقَائي الصِغار اللذينَ طارُوا فرحًا بعودتِي، إنها عائلتي التي تركتُها مُنذ شهورٍ.
ذهبتُ لوالِد إيمَان مُقررًا الزوَاج بهَا، فِي تَارِيخ الخَامِس و العِشرين مِن الشّهر أقيمَت فرحةُ العُمر إذ تزوجتُ بهَا.
مرّت سنةٌ لأُرزقَ بإبنِي... عُمر!.
أدخلَ إبنِي البهجَة فِي حَياتي، عائلةٌ كونتُها فِي وطنٍ رَاكدٍ سَبعُ شُهورٍ مرّت، لأكتشِف أن زوجَتي حاملٌ بإبنتِي الثانِية، وَتين!.حياةٌ سعيدةٌ بلا مشاكل، لَا؟.
بالطبع لَا!." أيّا مُهند إلحَق أسرتكَ! الجَيشُ الشرقِي أُبيدَ عَن بَكرةِ أبيه بواسطَة القواتِ الإرهَابية! خُذهم بعيدًا فالمكَان خطِر!."
جاءَ سَليم مُسرعًا لمنزلِي ليلةَ الخامِس مِن شهرِ كانون الأول.أسرعتُ جامعًا أغراضنَا الضروريةَ و إستطعتُ الهرَب بأسرتِي للمنطقةِ الغربيةِ، لكن..
أ أبقَىٰ مُرتاحًا طالمَا العدُو يَغزُونا؟ أ أبقَىٰ و وطَني مُحتاجٌ لِي؟.آسفٌ يا أمِي عَلى تِلك الدُموع التِي ذَرفتِهَا يومِها راجيةً مِني البقَاء.. أنتُم وَطني يا أسرتِي، و عَليّ أن أُؤمِن لوطَنِي وطنًا!.
- إلىٰ أمِي الغاليَة.
- الرِسالةُ الخَامسَة عَشر.»
أنت تقرأ
رصاصة
General Fictionوجَدت تِلك الرسَائل بين طَيات ثِيابه التّي سُلمت لها، أمسَكت بها، وبكَت.. ~~~~~~~ ـ نُشرت فِي : ٧، أبريل، ٢٠٢١م. ـ إنتَهى النّشر : ٢٤، أبريل، ٢٠٢١م. - قصّة قصيرَة عَلى هَيئة رسَائل. - بأسلحَتهم جَاهدوا فِي الغِلاف⭐. @designsoldiers - زينِيث.© ـ #J...