دَمعتا شوقٍ، وفُقدان.

122 31 22
                                    

« إلىٰ أمِي الحَبيبة.
أتَعلمين لِمَ أصررتُ علىٰ أنْ أصبحَ جُنديًا كَوالدِي؟.
أتذكُرينَ عندمَا كُنت بالإبتدَائيةِ؟.
كُنت فخورًا بأبي كثيرًا، عندمَا أقولُ أنهُ أستُشهد كُنت أفرحُ معَ أني أفتقدُه، وَ أشعُر بالفَخر بهِ مَع أنّ المُعلمينَ يُشفقون علىٰ حَالي.

لَم أهتَم لهُم و لَا لغَيرهم، لَكن.. فِي النهايَة كنتُ طفلًا!.
عندمَا يَنتهي الدّوام كنتُ دومًا مَا أخرجُ برفقَة أصدقائِي، كُل مِنهم يصطَحبهُ والدهُ للبيتِ.

" أين هُو والدك؟. "
سَألني كثيرُون، لقَد كانَ يصطحِبني كلّ يومٍ.
أبي أينَ أنتَ؟ لقد تأخرتَ عنّي كثيرًا!.

فِي ذلكَ اليومِ تخيلتُ فَقط لو أنهُ كَان يأتِي يوميًا لإصطحَابي وَ لكنِي كنتُ أخرجُ مبكرًا فيرحَل عندمَا لَا يجدُني.
قررتُ إعطاءهُ فرصةً أخرىٰ، إنتظرتهُ طويلًا أمَام عتبةِ المَبنىٰ المَدرسي.
عَاد الجَميع لمنَازلهم وَ بقيتُ وَحدي، وَ عندَ غُروب الشّمس دمعَت عينَاي؛ وَ قد أيقنتُ..

أنهُ لَن يعُود إليّ مُطلقًا.

- الرِسالةُ الثانِية. »

رصاصة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن