غريقٌ، وعَودة، وخمسُ خيباتٍ.

67 25 37
                                    

«أماه.
غَرق رفِيقي وسطَ البَحر، لم نَستطِع إنقَاذه.
حزنتُ أشّد الحُزن عليهِ، وَ لكننَا كُنا قَد حَققنا مُرادنَا وَ وَصلنَا للسَاحل الأجنَبي.

نزلتُ مَع رفيقيّ المُتبقييّن وَ توغَلنا دَاخِل البلَد.
حياةٌ سعيدةٌ مَع وَظيفةٍ جَيدةٍ، آمنٌ، إستقرارٌ، تَعليمٌ وطعامٌ..
كُنا نتَخيل ذَلك وَ لكنهُ كانَ كَالسَراب، كيفَ إضمحَلت تلكَ الأحلام فجأةً؟ الخَيبةُ كَانت سيدةَ الأحَاسيسِ.

لم نحصُل عَلىٰ مَا نَتمنىٰ، لمْ يَقبلُوا بتَوضِيفنا مَعهم بحُجة أننَا غُربَاء عَليهِم، أننَا عربٌ لَا يعنِي أننَا بشرٌ؟!.

فِي مأوىٰ للنَازحِين كُنا نَبيتُ، نأكُل طَعامًا ذَا جودَةٍ رَديئةٍ، مَجبورونَ فِي سَاعاتٍ مُحددةٍ للخُروج و العَودةِ.

شعورٌ سيءٌ ضَل يخَالجنَا، ينهشُ أفئِدتنَا، يُمزقُ أروَاحنا بهدُوء.. حزنٌ وَ خَيبة؟
لَا بل إنهَا الغُربة!.

لذَا يَا أمِي.. بينَ كلّ مَا حَدث لنَا وَ نحنُ دَاخلَ أراضِنا مَا نزالُ نُحبها، عَائدِين إليهَا قريبًا و إستِرجَاعها مِن المُحتل هَدفنَا القَادِم.

- الرِسالةُ الخَامسَة.»

~~~~~~

آسفةٌ على تأخُري فِي النشرِ، القصةُ مُكتملة لكن الإنترنت لا يتواجَد عِندي ):
سأنشُر جُزءًا آخر و قد أختَفي بعدهَا و لَن أطيلَ الغِياب!.

رصاصة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن