ثلاثة عشّر؛ إحتضَار.

36 21 15
                                    

« إلىٰ جَنتّي.
أتعلمينَ أنّ بؤسَ وضعِي لا يُوصف؟، فَها هُو ذَا الطيرُ واقفٌ علىٰ نافذةِ الزنزَانةِ يُغرد، الطيرُ أفضلُ حالًا منيّ طبعًا لأنه حرٌ..

شَهرٌ كاملٌ مرّ مُذ تمَ أسرُنا، شهرٌ كاملٌ عُذبنَا فِيه عذابًا لَا يُحتمل، ماتَ إثنانِ مِنا جَراء الجُوع، و ثالثٌ قُتل جرَاء قولهِ لهُم أثناء تعذِيبه :
" أريدُ أن أعيشَ فِي وطنٍ مُطهرٍ مِن الوحوشِ عديمَة الرحمَة أمثالكُم!."

لقَد صدقَ فِي قولِه و لكنهُ دَفعَ حيَاته ثمنًا لذَلك..
عندَ صباحِ اليومِ الثَالثِ عَشر، تأمَلنَا مَنظرَ الشُروقِ و الغُروبِ بتمَعُنٍ و كأنهَا آخرُ مرةٍ سنرَاها فِيها، و هيّ كذلكَ..

لأنهُ قَد حُكم علينَا بالإِعدامِ فِي السّاحةِ، لَا أدرِي صَباحَ الغد أم بعدَ غدٍ لكنهُ إقتَرب.
أشعُر و كأننِي أحتضِرُ لذَا سأقُول ودَاعًا..

وداعًا يا سَماء الصُبح، وداعًا يا نُجوم الليلِ، وداعًا يا أيّها الطيرُ الحرّ، وداعًا يا أسرتِي، وداعًا يا أمّي.

- الرِسالةُ الثّالثةَ عشّر.»

رصاصة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن