وَ مَن لَا يؤمِن بأنّ اللهَ يأخُذ مِنكَ شيئًا ليؤتِيك خيرًا؟.
بَعد خَمسِ سَنواتٍ عَلىٰ إستشهادِ والِد عُمر فِي العَاشِر مِن شُباط تحرَرت البلَادُ مِن القُواتِ الإرهَابية .بعدَ ثلَاثة عشرَ سنةً فِي صَباحِ الحَادِي عشرَ مِن شُباط، أنهَىٰ عُِمر قِراءةَ تِلك الرّسائِل التِي قدمتهَا لهُ جدتهُ بدموعٍ تتساقطُ لتُبلل الأورَاق، وَجدَ فِي آخِر رِسالةٍ صورةً مُرفقة بهَا.
" أ هَذه هيّ هَديتي يَا جَدتي؟. "
قالَ مُستفسرًا ينظُر لتلكَ الصُورة المُهترئة لتومئَ جدتهُ بالإيجَاب.
" كُل عامٍ و أنت بخيرٍ يا عزِيزي عُمر، إذا كُنت أنت مَن يقرأُ هَذا الآنَ فقَد غدوتَ شابًا يافعًا، ميلَادًا سَعيدًا يا بُني!.
مع خالصِ حُبي لكَ.. والدِك. "
تُسلم لعُمر عندَ بلوغهِ سِن الثامنةَ عَشر."
مَكتوبٌ بخطِ يد وَالده خَلف تلكَ الصورةِ التِي تجمعهُ فِي عُمر السنةِ معَه.مسَح عُمر تلكَ الدموعَ مُبتسمًا، ضمَ تلكَ الصورَة لصدرهِ فخورًا بأبيهِ.
" وَ هكذَا أستطيعُ القولَ لكَ ميلادًا سعيدًا يا عزيزِي عُمر، أرجُوا أنّ الهديَة أعجبتكَ و أنكَ بهذَا تعرفتَ علىٰ والدك."
قالت جدتهُ بصوتٍ حانٍ، فها هو عُمر الذِّي تركهُ أبوهُ صغيرًا غدَا شابًا." عُمر أينَ أنت؟!. "
صوتٌ أنثويّ ندهَ عليهِ ليبتَسم عُمر رَادًا
" هُنا يا وَتين!. "" أنتِ هُنا أيضًا يا جدتِي؟."
نطقت بينمَا تقتربُ مِنهُما مُخفيةً شيئًا مَا خلفهَا." أغمِض عينيك يا عُمر!. "
أمرتهُ لينصاعَ الآخرُ للأمرِ
" يومَ مِيلادٍ سعيدٍ يا أخِي."
قالت بعدمَا لَفت ذَلك الوشَاح الأزرقَ الذّي نُقشَ عليهِ أول حرفٍ مِن إسمهِ عَلىٰ جِيده." حِكتهِ بنفسكِ؟. "
سألَها لتومئَ الآخرىٰ بالإيجَاب.
" حَاكتهُ أمِي، بينمَا أنَا نَقشتُ عليهِ. "
قالت تُشيرُ لوالدتِها التيّ لحقَت بهَا للحَديقة." أرجُوا أنّ هديتنَا البسِيطةَ أعجبَتك، مِيلادًا سعيدًا يا بُني."
نبسَت والدتهُ و هِي تحتضِن جسدَ إبنهَا مُقبلتًا جبهتهُ." أمي، جدتِي، وَتين، شكرًا لكُن!. "
إبتسمَ عُمر مُبدلًا نظراتهُ بينهُن."إذًا ما هوّ حلمكَ يا عُمر؟. "
سألتهُ جدتهُ ليبتسمَ مُجيبًا إياهَا
" سأصبحُ طبيبًا لأنقِذ أرواحَ النَاس بعونِ اللهِ، مثلمَا كَان يفعَل والدي!."" رائعٌ يا عُمر ستكونُ طبيبًا ناجحًا بلا شَك!. "
هتفَت وَتين تنظُر لهُ بفخر.
" آملُ أن يتحَقق حُلمك يا عزِيزي، وفقّك اللهُ."
ردّت جدتهُ عليهِ، بينمَا تبسمّت السيدةُ إيمَان بفخرٍ
" وفقكَ اللهُ يا عُمر."مرّت ساعةٌ بينمَا هؤلاءِ الأربعةُ يتبادلونَ الأحادِيث حَتىٰ قالت السيدةُ إيمّان
" أعتقدُ أنّ الجوّ أصبحَ باردًا، لندخُل هيَا فرفاقُ عُمر سيأتونَ اليَوم للإحتفَال بهِ.."
أردفت بينمَا تُساعدُ الجدةَ فِي الوقُوف
" إضافةً إلى خالكَ سليم و زوجتهِ و إبنهِ مُهند."
تبسمّت لتدخُل برفقةِ الجدةِ للمنزل." ألن تأتِي يا عُمر؟. "
سألتهُ وتين بينمَا تنظُر إليهِ.
بقيّ عُمر ينظرَ للسمَاءِ هُنيهةً ثمَ رد عليهَا
" أنا قادِم. "
وَ ذَهب يسيرُ خلفهَا.تمتمَ بإبتسَامةٍ لَم تُغادر مُحياه
" شكرًا لك أنتَ أيضًا يا أبي، تأكَد بأنِي سأحافِظُ علىٰ سَلامةِ أمي، جدتِي، شقيقتِي، و وَطني وَ أهلهِ جيدًا."
ثمَ دخلَ مُغلقًا بابَ ذلكَ البيتِ الذيّ يشّع دفئًا بوجُود عائلتهِ معهُ فِي وطنٍ يملئهُ الآمنُ و الآمَان كمَا كانَ يَحلمُ والدهُ..
بل كمَا حَلم كُل شهيدٍ!.~~~~~~~~~
تَمت بحمدِ اللهِ 🌟.
كُتبت : ٤، أبريل، ٢٠٢١م.
إنتهت : ٨، أبريل، ٢٠٢١م.هذه القصة مُحببةٌ جدًا لي فهي على عكس أعمالي السابقة واقعيةٌ تمامًا، فهذا للآسف واقعٌ تعيشه أغلب دولِ العرب.
خطرت لي الفكرة أساسًا عند الإحتفال بثورة السابع عشر مِن فبراير هذا العام،
ثم بدأت كتابة ذلك و أحسست بأن الأمر معقد و فكرتُ.. لِمَ لا أختصرها في رسائلٍ يكتبها لوالدته؟.
فالرسائل تحمل معانٍ أكثر و مشاعر دفينةً!.بالنسبة للحبكة فقد إقتبستُها مِن أغنية..
(ملحوظة ها ا ا ا ا مة: أتمنى من الناس التي عرفت اسم الأغنية و حملتها بحذفها، رجاءًا لا أريد ذنوبًا تلحقكم وتلحقني في قبري..)
و بما أني أحسست بأن كتابة أحداث الثورة قد يكون صعبًا قليلًا فقررت أن أعمّم القصة و أرميّ عنصر الزمكان في الزاوية مع أنه مهم لسرد الأحداث.
لذا فالزمكان في هذه القصة غير محدد و يمكنكم تخيل أي مكانٍ و أي زمانٍ فهذا الوضع في أغلب الدول العربية كفلسطين و سوريا و العراق و غيرها!.
( لن أقول ليبيا لأن وضع البلاد مُستقرٌ الآن و الحمدُ لله❤. )اللهم إحفظ بلادنا و بلاد المسلمين من كل سوء يا الله.
أرجوا أنها أعجبتكم و شكرًا لكم حُسن القراءة.
كونوا بالقُرب!. 💙دُمتم بخير 🌟.
- زينِيث.
أنت تقرأ
رصاصة
General Fictionوجَدت تِلك الرسَائل بين طَيات ثِيابه التّي سُلمت لها، أمسَكت بها، وبكَت.. ~~~~~~~ ـ نُشرت فِي : ٧، أبريل، ٢٠٢١م. ـ إنتَهى النّشر : ٢٤، أبريل، ٢٠٢١م. - قصّة قصيرَة عَلى هَيئة رسَائل. - بأسلحَتهم جَاهدوا فِي الغِلاف⭐. @designsoldiers - زينِيث.© ـ #J...