"الأحذية والأشخاص، إن سببوا لك الآلام فهم ليسوا على مقاسك"
(أنيس منصور)
-نعم!
قالها وائل بصدمة، وهو يقف ، أقتربت منه (مريم)، ووقفت أمام مكتبه، ضربت على المكتب..-هذا هو الحل، إذ فعلت ذلك فإن أهلي لن يقتلوني، سأكون زوجتك أنت.
وائل بصدمة :مريم أنتِ مستوعبة ما تقولي ام أنكِ تخترفين ام ماذا؟!
مريم :لم أكن بعقلي مثل اليوم.
وائل وقد اتضح عليه معالم الإنزعاج: يا ابنتي..
لتصيح مريم بنفاذ صبر : أنا لست ابنتك.
أقتربت منه ووقفت أمامه، وتملكها حالة من اليأس والدموع : لماذا ترفض، ألم أخدمك لأكثر من شهر ، هل صدر مني أي موقف أزعجك؟، أرجوك أنا لا أريد غير أن أخرج من سلطة أهلي، أن أصبح حرة وحريتي ستكتب بزواجي منك، أنا....أنا فقط لا أريد سوا أن نعقد القران لا أريد شيء غير ذلك، فإذا وجدني أهلي أقول لهم أني متزوجة وتستعمل سلطتك كزوج أمامهم وتقول هذه زوجتي وأنا الأحق بها.
وائل بيأس : يا مريم أنتِ لا تفهمين ما تقولي.
مريم بغضب : أنا أفهم جيداََ ما أقول.
أبتعدت عنه وجلست على الأريكة،
أختنقت نبرة صوتها وهي تقول : أحتاج أن أكون حرة أهذا كثير؟....أيجب أن أعاني كل هذا فقط لأعيش كل ما أريده هو أن أعيش أهذا صعب!
أخذت نفساََ عميقاََ وزفرته على مهل : أنظر أعيش خادمة تحت قدميك، أفعل كل ما تريد، كل ما تطلبه مني سأفعله بالحرف، سنعيش كأي زوجين، وأنا سأكون أقل من الزوجة، سأعيش جارية لك، ولكن أرجوك وافق وفك قيدي من أولئك المجرمين أرجوك.
جلس وائل على كرسيه وعلامات الصدمة مرسومة على وجهه، ظل يفكر لوهلة،كل ما تسعى إليه مريم هو الحرية ، هو أرمل منذ أكثر من خمس عشرة سنوات أفنى حياته في الجامعة والمصنع، لم يعش يوماََ لنفسه، ومنذ أن حضرت (مريم) وكل شيء تغير ، لم تقصر منذ وطئت قدماها المنزل لم ترتح لدقيقة واحدة، وكذلك عملها في المصنع تؤديه على أكمل وجه، أعاد النظر إليها مجدداً ،ولكن مبادئك يا أستاذ الجامعة مدرس المبادئ هي في عمر ابنتك، اثنان يتخبطان أيهما سينتصر!
تحولت نظراته إلى اللين : موافق يا مريم.
***********
في أحد الملاهي الليلية،،جلس عمر على إحدى الكراسي مع مجموعة من رفاقه،المكان حافل بموقدي نار جهنم ، وذنوبهم شاهدة عليهم من يد تمتد للمس الحرام ، وفم يخرج الدخان والكلام الخسيس ، ولسان يتذوق المُسكرات فتدخل للمخ وتداعب خياشيم صاحبها ، ومال يلقى أسفل قدم تكشف أكثر مما تستر وهي تتلوى كالحية ،فهذا يلقي ماله أرضاً وأخر يلقي كرامته وينخفض بجذعه ملتقطاً إياه...