طالت الرحلة وتُستنفذ طاقتنا.....ولكن موقف بسيط يجعلها رائعة في أعيننا.....فننسى....ثم نصطدم بمطب أخر فنتذكر...هذه الرحلة مُتعبة حقاََ.....ليت الوصول طيباََ.
شقة حسن بالقاهرة،،
كان عمر جالس على الأريكة ينظر إلى التلفاز، ولكنه لا يعيره أهتماماََ، إنه شارد في كلام مريم، شارد في أحلامه التي تتبخر وكأنها لم تكن ، ينظر أمامه بسخط يهز ساقة بسرعة شديدة...أقتربت إحسان منه وجلست بجواره، وضعت يدها على كتفه.
-عمر!
طالعها بنظرات قوية ولم يجيبها.
إحسان : مالك يا عمر في أيه؟!رد عليها بغضب : فيه إن ابنك أتجوز اللي بيحبها وعايش حياته براحته، وأنا مش قادر أتحرك.
إحسان برفق : ليه كدا يا حبيبي أنت مش فرحان لأخوك!
عمر بغضب : ما يولع أنا مالي!....أنا عايز نصيبي من ورث أبويا.
نظرت له والدته شزراََ : أتكلم عن أخوك الكبير أحسن منك، وبعدين ورثك محفوظ ، بس أنت متقدرش تكون مسؤول عن أي حاجة ولا حتى نفسك.
صاح بها : ليه هو؟!
والدته بنظرات قوية : أنت مبتخدش حقك أول بأول!
-وأنا أعرف منين إن دا حقي؟!
إحسان بغضب : أنت فاكر إن أخوك ممكن يسرقك؟!
تنهد عمر بضيق : طيب أنا عايز أتجوز..
تهلل وجهها وهي تنظر إليه : دا يا ألف نهار أبيض يا حبيبي هي مين دي..
صمت لوهلة وهو ينظر إليها بغموض ثم
-مريم بنت عيلة عبدالحق.لطمت على صدرها بصدمة : الهربانة من أهلها؟!
هز رأسه إيجابياََ ببرود
إحسان :يا مصيبتك يا إحسان.....أنت عايزهم يقتلوك يا ابني؟!....لا يا عمر لأ مش هيحصل.
عمر بغضب وهو يصر على أسنانه : هيحصل ومش هتجوز غيرها...
إحسان بدهشة من كلامه :أنت شوفتها فين أصلاََ... وأشمعنى دي بالذات!
عمر : بشوفها كل يوم وبحبها وعايز أتجوز اللي بحبها زي ابنك..
أظلمت الحياة في عينيها مجدداََ، الأمور تتعقد أكثر، أكان ينقصها تلك أيضاََ!، أزرفت الدموع وهي تطالع ولدها بيأس...
***********
منزل وائل،،
غرفة رغد،،
لم يزورها النوم لحظة، زفرت بضيق، أعتدلت جالسة وهي تسند رأسها على مسند السرير، نظرت إلى حسن النائم بجوارها والذي يوليها ظهره العاري، رسمت ابتسامة رقيقة على فمها..صوت الهاتف يرن بجواره، هزت رغد كتفه برفق لتوقظه.
رغد برفق : حسن!