١٧

37 3 14
                                    

تتحرك بأقصى سرعة على ذلك الطريق،لا تستوعب كيف فعلت كيف خرجت من ذلك المأزق! توقفت سيارتها أسفل بناية ما..
شقة (نوح عبدالفتاح)
منشغلة بأعمال المطبخ، وبناتها تجلسن تتابع دروسهما بصمت، سمعا صوت الجرس يرن دون إنقطاع، أتجهت إحداهما لفتح الباب، أتسعت عينيها بفرحة وهي ترحب بابنة خالتها، دخلت رغد وعلى وجهها معالم الذعر تنظر حولها تبحث بناظريها عن خالتها وتصرخ من بين صوتها الذي يوضح ما تحمل بداخلها : خالتو...يا خالتو.

خرجت سومية على صوتها وهي تنظر إليها بدهشة : رغد!
ما إن رأتها رغد حتى أسرعت إتجاهها وأمسكت بذراعيها يتضح على ملامحها مدى الخوف، جسدها يرتجف بشدة، وقلبها على وشك التوقف من سرعة النبض، جسدها بارد كالموتى ، تزدرد ريقها لتبلل حلقها الجاف وتحاول إلتقاط أنفاسها، حركاتها سريعة ومتوترة، لم تفهم سومية كلماتها المتقطعة من بين صرخاتها وبكائها : دا مجنون مش طبيعي...بيأذي كل اللي حوليه، وشايف نفسه ضحية..ضحك عليا وسرقني...انا عارفة هيجي هنا...هيجي أنا متأكدة....

الجميع ينظر إليها بدهشة..
سومية محاولة تهدأتها : أهدي يا رغد....في أيه يا بنتي أيه اللي حصل؟ أيه اللي عمل في وشك كدا، أنتي مش كلمتيني مبارح وكنتي كويسة!

صرخت بها : لأ أنا مش كويسة، مش كويسة خالص، بلغي البوليس أنا عارفة إنه هيجي بلغي البوليس....لازم تبلغي البوليس..

خلعت سترتها وألقت بها أرضاََ، أتسعت أعينهم بصدمة، من كم العلمات على ذراعيها، ضربت سومية على صدرها بصدمة : أيه اللي عمل فيكي كدا يا رغد..

تقطع صوتها الباكي وهي تقول : هو.

فهمت خالتها إلى ما ترمي إليه، تجمعت الدموع في عينيها ...

حتى وإن أخطئت فلا يسعها إلا ضمها إلى صدرها، فلا يسعها إلا أن تخفف عنها ألمها، أقتربت منها وعانقتها، لحظات وقد شعرت بثقل جسدها، لم تتحمل أكثر من ذلك لتقع بين ذراعي خالتها.

صرخت ببنتيها ليساعداها على إسنادها، ضمتها سومية أكثر وهي تسندها، جلست أرضاََ وضمتها إلى صدرها باكيتاََ رثاء حالتها تعاتبها في نومتها وهي تقول : عملتي في نفسك كدا ليه!

منزل عبدالقادر،،
فتح حسن عينيه، تثائب بكسل وتحرك على السرير، لم يجدها بجواره، فنهض بهدوء وتحرك صوب الخارج وهو ينادي..
-رغد!
لا إجابة.
رفع صوته أكثر : رغد!
شعر بشيء يحدث من حوله، بدأ بالبحث عنها كالمجنون في كل مكان وهو يفتح أبواب الغرف الواحدة تلو الأخرى،
صرخ بكل قوته : رغد!

لا إجابة، استشاط غضباََ ونزل على ذلك الدرج متجهاََ للخارج، وجد حرسه نائمين، والبوابة مفتوحة...

البعض لا يمكن إصلاحه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن