قالها عمر بصوت هز الجدران،
صوت النبضات يعلو، وكأن كلمات الأخر أطلقت صاعقة كهربت جدران المنزل بأكمله...أعلى السلم أسودت الحياة أمام عينيها من جديد، وضعت يدها على فمها بصدمة محاولة الإتزان، وتقول بداخلها هل هذا ما يخفيه! ، كان سرٌ قاسٍ جداََ..
بينما تحولت عيني الأخر لجمرتين وهو ينظر لأخيه..
أكمل عمر بنفس النبرة : أنا منستش ليلة ما قتلت أبوك.....
ثم ضحك ليسير حنقه أكثر : فاكر يلا يوم ما شقيته نصين! فاكر لما رميته في أرض عبدالحق وولعت في جثته، وحظك إنه كان يوم مطر والناس كلها نايمة...الأخر يطالعه بنظرات فتاكة، بداخله بركان استطاع أخوه أنا يثيره، أمسك عنقه وكأنه يريد أقتلاع حلقه.
سمع صوت صراخها يأتيه من الخلف : سيبه..
تركه بسرعة وألتفت بكامل جسده فوجد زوجته تنظر إليه بخوف، أبتلع ريقه تسارعت نبضات قلبه وهو ينظر إليها، البارحة استطاع إخفاء آثار الخيانة ،واليوم فضحه أخوه بسر قد يُذهب بمستقبله للجحيم، حدثها بداخله
بادل عمر نظرات الكراهية بينهما..
أكمل بنفس النبرة : لازم تعرفك على حقيقتك.
أقترب عمر من رغد الواقفة على السلم، وأشار على حسن وهو ينظر إليها.
- أيوة هو اللي قتل أبوه ورماه في أرض حامد عبدالحق، وولع في جثته.
حسن : أخرس بقا..
أكمل في كلامه : فاكرة لما كنتي بتقوليلي طيب ؟ وقولتلك بكرة الأيام تبينلك ، أصبري أنتِ لسة معرفتش حاجة كمان ، أنتِ غيرنا ،هتندمي ندم عمرك على إختيارك دا ، رميتي نفسك في أيه؟!
صاح به حسن : أخرس يا شمام يا رد السجون.
عمر بسخرية وبرود مستفز : خلاص أنا هخرس حقي يجيلي يا حسن لأحسن أطربقها على دماغ الكل، ونبقى أنا وأنت بقا رد سجون، وساعتها بقا مش عارفين أنت هتطلع ولا تتعدم.
ضرب على رأسه وكأنه نسي شيئاً ثم ضحك بسخرية وهو ينظر لرغد : شوفتي ! كنت هنسى أقولك قتل أبوه ليه ، أصل أنا كشمام أخويا دا مكنش حاجة تشرف برضه ، دا كان سكري وبتاع نسوان، ويومها كان راجع الفجر وأبوه جايب أخره منه..
علت صوت ضحكته أكثر استفزازاً : كان بيضربه بالكرباج وهو زي الشحط كدا ، فقتله..
استمر في ضحكه حتى تركهما وتحرك خارجاََ من المنزل.
وكأن دلولاً بارداً سقط عليها ، صداع إجتاح رأسها ، أغمضت عينيها محاولة استيعاب كل تلك الترهات ،
كانت تنظر إليه بخوف، حسن مشيراََ بيده إتجاهها محاولاََ تهدأتها : هفهمك كل حاجة بس أهدي.....أنا كنت هقولك كنت هقولك بس خُفت لتبعدي.