٢١

34 2 0
                                    

زادت النفوس الخبيثة بيننا، فأصبح العيش مُراََ، والحياة هماََ على القلب، وثِقل على النفس.

قضت وقت ليس بهين في الحمام، تشعر بالآلام الشديدة في أسفل البطن ألم غير محتمل، تتمنى لو تخرج روحها أهون بكثير مما تكابده الآن، تستند بذراعيها على المرحاض تستفرغ ما بمعدتها، شحب وجهها والسقيع يسيطر على أناملها، صوت بكائها يعلو لعجزها....

تطرق إحسان الباب خارجاََ ومعها الطبيب الذي أكتفى الأخر بإرساله ، تكاد تجن من الخوف، تخاف أن تفقدها كما لو كانت ابنتها..

تستند بظهرها على الحائط تشنجات مفاصلها و عضلاتها تكاد تقتلها،ترتفع حرارتها وتتجمع حبات العرق على جبينها الحزين، تضاعف رجفة جسدها مع تصادم أسنانها ببعضها، تخرج تأوهات بسبب الألم الحاد أسفل ظهرها، الشعور بالغثيان والقيء لا يفارقها، رفعت وجهها لأعلى تسقط منها تلك العبرات الضعيفة، مع صوتها المتألم وهي تناجي ربها بعينيها ولسانها، هي بين يديه الآن وليس لها سواه، تضاعف الألم وتعالت صرخاتها مع نزول النزيف بغزارة من بين ساقيها...

منزل عبدالحق،،
خرج الجميع من غرفهم على ذلك الصوت الذي صدح في المنزل، أعلى السلم خرجت فاطمة وزوجها وما إن رأته حتى خفق قلبها بقوة، أُعيدت لها ذكرى تلك الحادثة فتصلب جسدها وهي تستند على الحائط، بينما تحرك محمود لأسفل وملامح الغضب تعتلي وجهه، وتسمر سلامة بالأعلى عند رؤيته ابنته، خرج حكيم من غرفته بالطابق السفلي،وخرج خالد من المكتب، وكذلك اعتماد، ونزلت نادية درجات السلم مع ابنها، كانت الصدمة كالصاعقة الكهربية ليست بسبب رؤية حسن وإنما بسبب رؤية ابنتهم بعد كل تلك المدة...

حكيم يتابع ما يحدث بصمت منتظراََ تفسيراََ لهذه المهزلة..

أمسك محمود ياقة قميصه بسخط مع تبادل نظرات قاتلة بينهما : أنت إزاي تتجرأ وتمد أيدك عليها..

دفعه الأخر بعيداََ وهو ينظر إليه بنظرات مقللة: وحياة إعتماد لأعلمك الأدب.

ثم صاح بهم جميعاََ وهو يشير إلى مريم الملقاة أرضاََ ويكاد الرعب يقتلها : بنتكوا عندكوا أهي...

إعتماد بغضب : وأنت مالك بيها يا ابن عبدالقادر! وأيه اللي جابك هنا؟

نهضت مريم ببطيء وأخذت من ظهر محمود درعاََ لها تختبئ خلفه من نظرات جدها...

ضحك حسن بسخرية : من يوم ما طفشت من هنا وأنا عارف مكانها....وعارف كل خطوة بتعملها.

ثم طالع حكيم بنظرات ساخرة : تقدر تقول كدا بنتكوا جبتلكوا العار من أوسع أبوابه.

صاح به محمود: أخرس!

طالعه بنفس النظرات وهو يلوي حاجبيه : وأنا دليتك عليها وأنت كنت عارف مكانها..

البعض لا يمكن إصلاحه حيث تعيش القصص. اكتشف الآن