(الكلاب تعوي بكاءً بفُراق صاحبها....والخيانة للإنسان تجري في عروقه كالدمِ....ولا أعلم لما يحزن عند نعته كلباً....والله لو بالوفاء لكان الكلب عنه مُكرمِ)
************
حسن : تتجوزيني يا رغد.أزدردت ريقها، سرعان ما ظهر على وجهها معالم الحزن، أغرورقت عينيها بالدموع..
رغد : بابا مات..
حاول أن يضع قناع الحزن على وجهه، ويتصنع الصدمة : البقاء لله ، أنا....أنا مكنتش أعرف.
أشارت رغد له بالدخول : طيب أدخل نتكلم جوا
دخل حسن إلى المنزل جلس بجوارها على الأريكة.
- أنا كنت مسافر البلد عشان أتابع الشغل، أنتِ عارفة إن كل حاجة هناك.
هزت رغد برأسها إيجابياََ متفهمة.
- أنا كلمتك فوق المية مرة في اليومين اللي فاتوا بس أنتِ موبك مقفول.....أنا حتى أفتكرتك لسة زعلانة...
رغد بصوت مختنق : مكنتش قادرة أتكلم خالص..
إزدرد حسن ريقه : أنا متفهم بس على الأقل كنتي تطمنيني عليكي..
أزداد بكائها، مسحت على وجهها بحزن : أنا بجد مش قادرة أتكلم مع حد..
ربت على كتفها : طيب أهدي، هو....هو أنتِ ملكيش حد يا رغد عم خال كدا يعني؟!
رغد : آه عندي خالتي في المنصورة كانت معايا اليومين اللي فاتوا بس روحت وقالت هتيجي تاني.
هز رأسه متفهماََ : طيب ما هي خالتك دي أكيد ليها بيت وأسرة مش هتفضل عايشة معاكي طول الوقت صح!
تنهدت رغد بحرارة وزادت دموعها، هو معه حق هي وحيدة جداََ من غير أبيها..
رغد : هي قالتلي تعالي عيشي معانا بس أنا رفضت.
حسن : خير ما عملتي....أكيد يعني جوزها مش هيضايق وفي الأول والأخر محدش، بيستحمل حد صح!
تنهدت بحزن كلماته تزيد الطين بلة، ولكنها تقربه من مبتغاه...
تنهد حسن بحرارة : بصي يا رغد أنتِ ممكن تشوفي إن دا وقت مش مناسب بس بالنسبالي دا أنسب وقت، أحنا لازم نتجوز..
رغد بحزن شديد : أنا مش قادرة أفكر يا حسن أنا....أنا من غير بابا ولا حاجة مبعرفش أفكر مبعرفش أخد قرار....أنت مش هتفهمني لأنك مش في مكاني....وبعدين جواز أيه بس دا معداش على وفاته شهر...
حسن : ماأنا خايف عليكي مش هسيبك كدا لوحدك....مينفعش لازم أكون معاكي بس بصفتي أيه! والناس مش هتسيبك في حالك لما يشفوكي معايا....لازم نتجوز على الأقل أقدر أكون جنبك وبعدين هو أنتِ متعرفنيش!....خايفة مني مثلاََ!.....هو أنا طول المدة دي أذيتك بكلمة واحدة! وإن كان على الموقف اللي مقدرتش أسيطر على كلامي فيه فأنا آسف للمرة المليون...