ليلة موحشة

678 122 399
                                    

فتحت عينيها ببطئ بعد ما كانت فاقدة لوعيها!
نظرت لجسد يونغي الذي كان مَرمِياً علىٰ الأرضِ والدِماء تَسيلُ من قَدمِه بِشكل فظيع! حملت جسدها من الأرضِ مُستَنِدة بِالخِزانة!

إصابات رأسَها جَعلتها تَخسرُ الدِماء ، فَقَدت قدرتها علىٰ المشي بسبب قدمها التي حصلت علىٰ جروح بما فيه الكفاية ، جُنود كوريا الشمالية قَصفوا المَدرسة!

أليس كُل هَذا كَثيراً؟ ماذا لو لَم يَخرُج الطُلاب من المَدرسة؟ كان نِصفهم سيُلاقي حَذفه هنُا! ما ذَنب الأطفال بِطمعهُم؟ ما ذَنبُ كُل الابرياء الذين إِنتثرت دِمائهُم الطاهِرة علىٰ الأرضِ؟

-بِلسان دانبي

يونغي ألذي إِعْتَبرتُه خَليلي مُنذُ أول يَوم عَرِفتُه ، مَرْمي علىٰ الارض والدِماء تَسيلُ من قَدمه!!! ،."يونغي!" همستُ ولَم أكُن قادِرتاً علىٰ الحَديث بِصَوت عالي ، ومَشيي كان بِخطوات بَطِيئة جِداً شَعرتُ بِألارض تَدور حَولي، لَم أكُن قادِرة علىٰ التنفُس بِسبب الغُبار ورأئِحة الأنفِجار ألذي حَصل ،

أقتربتُ مِنه لَمَستُ جُرح قَدمِه المُصابة بِعدة شَظايَّة ويَدي تَلْطَخت بِدمائه! ، دُموعي سَقطت بمَلامح بارِدا! ، قَطرات ماء عُيني بَللت قَميصه...كُنتُ عاجِزة لا أعلم ما أفعل؟ ودِمائه لا تتَوقف عَن السَيلان!

نَظرتُ لِغِطاء السَرير ، سَحبتُه بِكُل ما أُتيتُ من قوة ، مَزقتها وأنا أبكي بِصوت خافت وكأنني خائفة من أن أجعلهُ يَستيقظ من نومه المُريح هذا. أخذتُ قِطعة لَيسَتْ بِكبيرة وليست بِصغيرة ، مَسكتُ قَدَمهُ وقَلبي يتعصرُ من الألم! لَفَفتُ القُماش حَول جُرحه كي يتَوقف عن النَزفْ

، لفَفَتُها وأنا أبكي بِحَرقه وصَوت شَهقاتي أصبح عالياً ، رُغمَ عن جُروحي أنا ايضاً الا أنني لَم أكُن أشعُر بشيء ، فقط كنت اشعر بألم قَلبي ورَجفة جَسدي وخَوفي! ، هو كان يَشعُر بالألم صَوت أنينه الخافتة اخترقت مسمعي وكأنها كانت رصاصة وليست أصوات تألم حتى انا لَم افهم ما الذنب الذي فعله كي يتعاقب هكذا؟ ما الذنب الذي فعلناها؟ ،

"أخرجي من هنا!" أردَف بِصعوبة وَهو يُحاول رَفع رأسه لَكني وَضعتُ يَدي خَلفه ليَستنِد عَليها

"أنتَ علىٰ ما يُرام؟ ، هَل تَشعُر بألام؟" نَطقتُ جُملتي بِتوتر ويَدي تَرتَجف فلَم أكُن أصَدق أنهُ تَحدث ،

"جَين وعَدته" شفتان لَطَختهُما التُراب ، جَسد غَرق بِوسط الدِماء ، عيناه قد ماتت وفارقت الحياة! وما زالَ يتذكر جين الذي اوصاه بِحِماْيتي! ، أجل أيقَنتُ في هَذهِ اللحظة أنني بين يَدين شَخص أصيل!

رائِحَةُ السَجْائِر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن