خليل القاتلة

305 83 92
                                    

جلست دانبي من النوم غير مدركة لما يحصل حولها ، اخذت تفرك عينيها وعقلها مشتت لا تستطيع التركيز بشيء واحد فقط! ،بعد مرور دقيقتين من استيقاظها هي واخيراً استطاعت تذكر ما حصل في الامس

ضمت قدميها نحو صدرها وهي تحاول كبح رغبتها بالصراخ والبكاء ، وفي هَذِه الاثناء دخل جين بهدوء للخيمة ، "اختي انتِ مستيقظة! صباح الخير"

تكلم معها مبتسماً كي لا تحزن؛ من الصباح ويحاول ان يكون ايجابياً معها دائماً حتى لو لم يكُن هو ايجابي، رفعت رأسها ببطئ لتنظر لوجه جين المبتسم

"لقد قتلته!" تحدتث وهي تنظُر للفراغ ببرود وكأنما شخصاً ما قَدْ صب ماء مُثلجة على رأسها "انا قاتلة!كما انني قتلت ذلكَ الجندي في المخزن طعناً! ، انا استحق الموت"

سُرعان ما تحولت ملامحُها لأخرى باكية مما جعل جين يشعُر بالغرابةِ بسبب تصرفاتها التي لا تشبه الآمس ، وضع من يده ملابسه العسكرية الذي كان يحملها مسبقاً

ثُمَّ اقترب منها جاثياً على ركبتيه "انه يستحق ، والجندي يستحق ، وانتِ تستحقين العيش بأمان وسلام" أمسكَ وجنتيها حابساً دموعه من النزول امامه فكل ما شاهد حالتها السيئة هَذِه شَعَرَ بالعجز! بكت بِحرقة وجين سحبها لحضنه باكياً معها

"اختي اخبريني ما الذي يحصل بداخلكِ!؟ ما بكِ؟ ، لا تكتمي شيئاً اخبريني! رجاءاً!" أَرْدَفَ وهو يبكي والآخرى تعانقه بقوة ، وبَعْدَ ما هو قال كلامه ابتعدت عنه ماسحه دموعها

"أشعر ان هنالك شخصان بداخلي احدهم سعيد واحدهم حزين ، تأتي لي نوبات غضب لا اعلم ما سببها ونوبات انهيار حتى عن نفسي لا اعلم ما هي بالتحديد! ، اكون مدركة لبعض الوقت لكن انسى كل شيء بعدها ، عقلي يصرخ بأصوات اشخاص قد رأيتهم سابقاً لكن لا اتذكر وجوههم وهويتهم! ، حتى صوت الشخصِ الحزين يصرخ بعقلي والسعيد يضحك بصوت عالي ، انا اريد أن تنقذني ، عقلي يؤلمني"

أَرْدَفَت بصوت اشبه بالصراخ وهي تعانق جسدها بذراعيها. اما جين فقد فهم ما بها وعن ماذا تعاني وكيف يجب ان تتخطى هذه المرحلة قبل ان تسوء!

"لا بأس اختي قاومي ، ابتسمي فأنا لا ارى ابتسامتكِ؟" مَسكَ وجنتيها رافعاً رأسها ببطئ اما هي كانت عابسة وليس لديها رغبة بالابتسامة

"عن اي مقاومة تتحدث! قاومتُ كثيراً حتى انني اجبَرتُ نفسي على ان اتفائل! لكن من داخلي لم اكُن هَكذا! ، أريد ان ابقى لوحدي!" أَرْدَفَت وهي تَنْظُر للجه الأُخرى ضامتاً قدميها نحو صدرها ، نَظَرَ لملابسها المُلطخة بدِماء الأُستاذ ولم يَرُق له الأمر! قميصها المهترئ ، من الاعلى عليه بقع دماء مثناثرةٌ وبجامتها كحال قميصها

رائِحَةُ السَجْائِر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن