العودة

299 60 160
                                    


الشارِعُ المؤذي لمنزلهما كان فارغِاً والبيوت أنوارها منطفأةٌ كون الساعة عبرت الحادية عشر والجميعُ نائمون...كان يونغي يمشي بهدوء وهو ممسك بيد دانبي وقد قاطع صمتهما بقوله "لا تأكليها كُلها ستمرضين!"

كان يقصد المثلجات التي بيدها حيثُ انها بارِدة جداً وقد تتأذى وتصاب بالحمى..."لا بأس انا قوية لن امرض." اجابتهُ بِكُل راحة وهي تُحدِق بالطريق ، هو فقط اومأ ولم يعطيها رد ، كان مشوشاً بالرغم من هدوءه وبالرغم من صمته الا ان قلبه وعقله منهكان اكثر من الازم...هو اكتشف شيء لم يتوقع حدوثه بتاتاً ، شيء كان يود ان يتأكد منها

هو واقع بحب دانبي منذ فترة طويلة! ، وبعد صداقة دامت ثلاث سنوات بينهم...هو كان معجب بها منذ عام ١٩٥١ كان يشعر بكل شيء لكن كان صغيراً ليعرف هذا...الآن لا يوجد عائق امامه وهو مسؤول عن مشاعره ولم يعد مراهقاً.

فتى السابعة عشر قد كبر وأصبح عاشقاً!. نظر ليديهما وتذكر ما قرأهُ في الكتاب "الذي يزيد العلاقات قوةً هي عِناقُ الأيادي"

الكاتب لم يكذب بهذا فلذي يزيد قوة علاقتهم هو اشتباك يديهما ببعضها البعض...يديهما بدت جميلة بالنسبة له ، جميلة جداً ، خصوصاً يديها هي مقارنة بيد يونغي.! ، أستغربت دانبي لماذا يُحدق بيديهما ثُمَّ هي ايضاً نظرت لها حينها رفعت رأسها ونظرت له مُتذكره ذلكَ الكِتابُ الذي قرأت القليل منه

"الذي يزيد العلاقات قوةً هي عِناقُ الأيادي" كانت هَذِه الجملة تتردد في عقلها مراراً وتكراراً ، تحدق به وهو شارِد بتأمُل يديهما...سحبت يدها بِهدوء مُدعية انها تُعدل شعرها لكن في الحقيقة هي كانت مُنزعجة من شرود يونغي الكثير بها مؤخراً وتحديقه المستمر...

اغلق عينيه مُتذكِراً اول مرة كان ممسكاً بيدها
اول مرة حينما عرفها قبل الحرب... كانت صغيرة جداً ووجهها مُختلف ، لديها ابتسامة فائِقةُ الجمال وشعرها كان لونه فاتِحاً جداً ، الآن أختلف كُل شيء
اصبح لديها وجه غير طفولي ، ولم تعد تملك ابتسامة جميلة ، ربما تبتسم لكن ليس كالسابق...

تحولت دانبي لشخص اخر لكن هو في كُل الحالات يُحبها. ابتسم عندما كان يُفكر بِكُل هذا ، شروده وتفكيره بها مستمرة حتى وهي بقربه...دانبي كانت اول فتاة يُصادِقُها يونغي واخر فتاة سيصادِقُها.

"لقد اقتربنا من المنزل كثيراً." نبست دانبي بصوتها الخافت ليرفع يونغي نظره على الطريق ، كان يمشي كُل هَذِه الخطوات وهو شارِدُ الذُهن! "من هؤلاء؟" القت دانبي سؤالها بعد ما لمحت ثلاثةُ اجساد واقِفة قُرب باب منزلهم ، لم تتعرف على وجوههم وبالكاد لمحتهم بسبب الظلام...

يونغي ابتلع ما بجوفه بعد ما تذكر رسالة جين له انه عائد من الجيش ، تذكر ان هذا جين...لم يخبر دانبي بقدومه اراد ان يكون مفاجأة لها ، "دانبي انهُ جين" بصوت خافت هو أَرْدَفَ لتجحظ دانبي عينيها وأبتسامتها تزينت على ثغرها

رائِحَةُ السَجْائِر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن